أحيانًا نواجه مخاطر كبيرة بعد أن نربح معركة. فبعد الاستيلاء على أريحا، كان من نتيجة غرور بني إسرائيل أن هُزموا في عاي (يش7). وبعد انتصار إيليا على جل الكرمل، تمَّلكه الذعر من إيزابل، وفر هاربًا في خوف (1مل19). لذلك دعونا نأخذ حذرنا بعد الانتصار، كما كنا قبل المعركة.

عندما عاد إبراهيم بعد كسرة الملوك، قابله مَلِكان: بَارَعُ مَلِكِ سَدُومَ، والتي تعني “تحترق”، ومَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ والتي تعني “سلام”. وقدَّم “بَارَعُ” لإبراهيم كل غنائم الحرب مقابل إعادة الشعب، في حين أن “مَلْكِي صَادِق” قدَّم لإبراهيم خبزًا وخمرًا. ولقد رفض إبراهيم قبول ما قدَّمه “بَارَعُ”، لكنه قَبِلَ الخبز والخمر من “مَلْكِي صَادِق”، وأعطاه العشور من كل الغنائم.

لقد كان على إبراهيم أن يختار بين مَلِكين يُمثلان طريقتين متعارضتين للحياة. كانت سدوم مدينة شريرة ( تك 13: 13 أف 2: 1 ، 50). أما “بَارَعُ” فكان يُمَثِل سيطرة نظام هذا العالم الذي يميل إلى شهوات الجسد (أف2: 1-3). “بَارَعُ” يعني “عطية”، الأمر الذي يُوحي بأن العالم يُساوم لكسب ولائك. أما سدوم فمعناها “تحترق”، لذلك كُنْ حريصًا بالنسبة لاختيارك. فإذا خضعت لـ“بَارَع”، ففي يوم من الأيام سوف يحترق كل ما تعيش من أجله، وهذا عين ما حدث مع لوط!

“مَلْكِي صَادِق” يعني “ملك البر”، و“شَالِيمَ” تعني “سلام”، وهو رمزٌ جميل لابن الله الذي دُعي من الله ليكون «كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ» ( تك 14: 18 -20؛ مز110: 4؛ عب5: 6، 10؛ 6: 20؛ 7: 1-21). وعندما رفض إبراهيم ما قدَّمه ـ“بَارَع”، وقَبِل ما قدَّمه “مَلْكِي صَادِق”، فكأنه بذلك عمل إقرارًا إيمانيًا يقول فيه: “خذ العالم، لكن أعطني الرب يسوع”. وكان على لوط أن يتخذ نفس القرار، لكنه اختار العودة إلى حياة التهاون والمساومة!

وارين ويرسبي