Tue | 2022.Oct.11

السماءَ مفتوحةً


«ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا»

لم يرَ العالم الرب يسوع منذ يوم الجلجثة، فتلاميذه فقط، هم مَن رأوه أثناء الأربعين يوم، التي سبقت الصعود، لكن العالم سيراه أيضًا بعد «هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ» ( رؤ 1: 7 ). إنه «يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقً»، وهذا بالإرتباط بالقضاء والدينونة؛ لأن ليس من كلمة قيلت بخصوص القضاء على الأشرار، ستسقط إلى الأرض: الكل سيتم بالفعل. «وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ»، ولن يكون للناس أي أساس للتذمر في هذا الأمر، والبر سيكون بلا رحمة لهم! «وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ»؛ ليس دم الكفارة، بل دم الأعداء، ( إش 63: 3 ). «وَيُدْعَى اسْمُهُ: كَلِمَةَ اللهِ»، لأنه عالمُ ومُميّزٌ لأفكار ودوافع قلوب البشر. كما أنه «لَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ». حينئذ يكون الوقت قد أزَف لـ”مَمَالِكُ الْعَالَمِ“ لتصير «لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» ( رؤ 11: 15 ).

وإذ يظهر في كل مجده، نجد معه رفقاؤه؛ حيث أن «الأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْل بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا». هنا نجد القديسين السماويين الذين “سَيَتَمَجَّدَ وَيُتَعَجَّبَ مِنْهُ فِيهم”؛ إنهم غرض نعمته، وشركاء مجده وعرشه. وتخبرنا 2تسالونيكي 1: 7 أن الملائكة سيكون لهم دور «أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!» ( عب 1: 14 )، لكن دون أن يملكوا «فَإِنَّهُ لِمَلاَئِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ الْعَالَمَ الْعَتِيدَ الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ» ( عب 2: 5 ). لكن المسيح «يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ» ( 1كو 15: 25 )، ثم ستتحد السماء والأرض أدبيًا، فلا تعودا منفصلتين كما الآن. وملائكة الله ستُرى صاعدة ونازلة على ابن الإنسان ( يو 1: 51 ). وعندما تفكَّر المرنم في اليوم الذي فيه «تَمْتَلِئِ الأَرْضُ كُلُّهَا مِنْ مَجْدِهِ»، قال: «تَمَّتْ صَلَوَاتُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى» ( مز 72: 20 ). لأنه ماذا يتبقى بعد، ليطلبه الإسرائيلي التقي؟

و. و. فريدي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6