Wed | 2021.Jun.02

ليس من أعمالٍ


«لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ»

يظن الكثيرون أن طريق إرضاء الله هو الأعمال الصالحة. ومع كل التقدير لكل عمل جيد ونافع، إلا أن أعمال الإنسان - مهما سمت - لا يُمكن أن تؤهل إلى السماء. هذا ما يُعلنه الكتاب المقدس، ويؤكده المنطق كذلك. فالإنسان خاطئ، وأجرة الخطية هي موت، وليس أعمالاً صالحة. كما أن الإنسان لو قام بالأعمال الصالحة، لكان هذا أمرًا مفروضًا عليه، يُحاسَب إن قصَّر فيه، وليس أمرًا يُجازى عليه إن تفضَّل وقام به! ناهيك أن أعمال البشر مُلوَّثة بالخطية الكامنة في قلوبهم. فما جدوى ثمرة شهية تُقدّمها يد مُلوَّثة؟ لقد «صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ (خرق نجسة) كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا» ( إش 64: 6 )، فما بالك بأعمال شرّنا!

فما الذي يؤهل الإنسان إلى محضر الله إذًا؟ الواقع أنه عمل واحد كامل من كل الوجوه، قام به الذي هو كمال الجمال في كل شيء؛ الرب يسوع المسيح، الشخص الفريد الذي بلا خطية، والوحيد الذي قيمته أعظم من كل البشر، والوحيد الذي أراد تقديم حياته - بقيمتها غير المحدودة - فداءً لبشر محدودين، أيًّا كان عددهم أو حالتهم. والوحيد الذي قدر أن يدفع الثمن - أجرة الخطية - كاملاً، بحسب استحقاقات العدالة الإلهية على الصليب، قائلاً: «قَدْ أُكْمِلَ» ( يو 19: 30 ) . نعم، لقد أكمَلَ المسيح بموته الكفاري، على خشبة الجلجثة، العمل الوحيد العظيم الذي على أساسه تمجَّد الله، وخلَصَ الإنسان، ودُحِرَ الشيطان، وأُبطِلَ الموت، وسَتُعتَق كل الخليقة التي تئن وتتمخض معًا إلى الآن.

قارئي العزيز: أين أنت من هذا العمل العظيم الكامل؟ هل ما زلت مُعتمدًا على أعمال برك، وهي في نظر الله كخيوط العنكبوت البالية؟ أم استندت بالإيمان على ابن الله الكريم، وآمنت بشخصه العظيم، وقَبِلتَ فداءه الثمين لأجل خلاص نفسك الخالدة، وبركتك الروحية من الآن في الزمان؟ ليتك تفعل ذلك الآن وفورًا!

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6