Tue | 2021.Jul.20

التجلِّي


«وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ»

اختار الرب يسوع ثلاثة من التلاميذ، ليُريهم السند الذي يُقوِّي قلبه ويُشدده من جهة ما هو عتيد أن يتألم به. فهم كانوا مُعاينين عظمته، ومُشاهدين مجده ( 2بط 1: 16 ). أخذهم إلى هناك ليُعلِن لهم أنه لا بد من يوم يكونون فيه في المجد. فالتجلي يُمثل المجد والنعمة. وإن شئت فقل النعمة في المجد. إن الرب لما كان هنا كان المجد في النعمة، ولكن هناك ستكون النعمة في المجد. وفي مشهد التجلي نجد ثلاث أفكار غاية في الأهمية:

أولاً: مَن سيكون فرح المجد؟ إنه الرب يسوع المسيح. وعند دخولك ودخولي المجد، لن نجده مكانًا غريبًا، لأن الرب يسوع سيكون هناك. ثانيًا: جمال ذلك الشخص: «أَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ». ثالثًا: «وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّور». أما مرقس فيقول: «صَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدًّا كَالثَّلْجِ، لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذَلِكَ» ( مر 9: 3 ). ما أنقى هذه الثياب! ما أشد طهارتها! فيده المُباركة كانت تلمس الأبرص دون أن تتنجس، وذلك خلافًا للآخرين. كذلك يستطيع بِرُّهُ أن يُغطي بشاعتنا وتشوهنا دون أن يُصيبه دنس. فالبهاء والطهارة هما الميزتان لثيابه. والله يستطيع أن يُدرك مقدار طهارته، أما الإنسان فلا.

ثم نلاحظ أن “مُوسَى وَإِيلِيَّا” اللذين ظهرا في المشهد كانا يمثلان الراقدين والأحياء، وقد كانا مع المسيح، والتلاميذ يسمعون الحديث. وماذا كان موضوع الحديث؟ وعن أي شيء دار الكلام؟ إنهما «تَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ» ( لو 9: 31 ). نعم يا أخي الحبيب إن الموضوع اللذيذ، والذي يحلو لنا أن نسمعه، هو الخروف المذبوح. إن موضوع موته على صليب الجلجثة هو موضوع المواضيع، بل محور الموضوعات كلها.

ج. و. ويجرام



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6