Tue | 2021.Jul.06

ديار الأحزان


«أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ»

مشهد الحزن في بيت عنيا تضمَّن دروسًا إلهية لا نتعلَّمها إلَّا في دار الأحزان. إن أحزان القديسين تدفع الرب لزيارة قديسيه، عن رغبة ومسرة، وفي خلالها يواسيهم، ويتحنن عليهم، ويعطف على نفوسهم، ويُلقنهم خلاصة التعاليم، وصفوة الدروس. ويا لها من نعمة بدت من روح الله الذي ارتضى أن يُسجل لنا حقائق كهذه في الكتاب، حبًا في تعليمنا ( رو 15: 4 ؛ 1كو10: 11). ويا لها من نعمة منه امتدت إلينا، وجعلتنا نختبر هذه الاختبارات عينها.

إن فرصة الحزن هذه كانت علة عواطف جديدة من التضرعات والسجود؛ «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي» ( يو 11: 41 ). هذا عجيب جدًا، ولكنه اختبارنا أيضًا! هذا اختبار لا تاريخ. ونور الوقت الحاضر، لا الغابر فقط. في ليل بكائنا وبيت نوحنا، مواساته تُعزينا، ونوره يُعلّمنا، وتتجلى قوته في وادي ظل الموت المُظلِم.

خطر لي مرة فكر ما ألذه لقلبي، وهو أن الرب في محبته الغيورة جدًا، يسمح بالحزن لكي يُمتعنا بمراحمه، ويُكوِّن صِلاتٍ جديدة بينه وبين قلوبنا المسكينة! ألا ترى أن أرملة صرفة تعلَّقت بالنبي أكثر، عندما قَبِلَت ابنها من الموت؟! أما ازداد فرحها عندما ردَّ إليها عزيزها وحبيبها؟! أما نشأت صلة أخرى دقيقة ورقيقة بين قلبها ورجل الله الذي يرمز إلى المسيح؟

وهكذا هو الحال هنا. فقد قَبِلَت الأختان مرثا ومريم، أخاهما من الموت، وهذه العائلة العزيزة في بيت عنيا، صارت ملكًا للرب أكثر من قبل، وجلسوا معه في قوة القيامة وفرحها، وتلذذوا به من جديد، بسبب رحمته التي تمتعت بها حاسياتهم الطبيعية المشتركة. وهل هناك من منظر يفوق هذا؟ فالحزن لا شك أمر مُقدَّس ( يو 12: 1 ).

بللت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6