Fri | 2021.Jul.02

الثقة في الرب


«ابْنِ اللهِ ... أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي»

سمعت مرة خدمة عن التكريس، ولم أجد فيها رسالة خاصة مُوجهة إليَّ، ولكن عندما صلى المُتكلِّم في الختام، نطق بهذه العبارة: “أيها الآب، أنت تعلَّم أننا نستطيع أن نثق في ذاك الذي مات لأجلنا، ونُكرِّس له الحياة”. وفي هذه العبارة كانت الرسالة موجهة إلى قلبي. وفي أثناء انطلاقي لأركب القطار، كنت أفكر عميقًا فيما يعنيه التكريس بالنسبة لحياتي. وفي وسط ضوضاء الشارع، أتاني صوت خفيف هادئ: “إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك، وتُكرِّس له الحياة”. وبينما أنا في القطار كنت أفكر فيما يعنيه التكريس من تغيير في حياتي، من تضحيات وجهاد، من سهر وصلاة. ثم أتاني أيضًا ذلك الصوت الخفيف الهادئ: “إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك، وتُكرِّس له الحياة”.

ذهبت إلى منزلي، وقصدت حجرتي، وهناك على ركبتيَّ، استعرضت كل حياتي الماضية. لقد كنت مؤمنًا، ولكنني لم أُكرِّس حياتي بجملتها بعد للرب. ثم عُدت وفكرت في مشروعاتي، والتي قد تفشل، والآمال المُزدهرة التي قد تُطرَح جانبًا. وترددت قليلاً. ثم عاد وأتاني ذلك الصوت، ولكن هذه المرة في قوة مُقنعة: “إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك، وتُكرِّس له الحياة. وإن لم تثق فيه، ففي مَنْ إذًا تستطيع أن تثق؟”. وعندئذٍ انتهت المشكلة من أمامي، لأنني تحققت تمامًا أن ذلك الشخص، الذي هكذا أحبني حتى مات لأجلي، يُمكن الوثوق به ثقة مُطلقة، وتُكرَّس له الحياة.

أيها الصديق: تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك. تستطيع أن تثق في قيادته لك في الطريق الأفضل، في هذا العالم. ثق أنه لن يُخمد فيك فتيلة يجب إشعالها. ثق أنه يُنفذ كل رغبة فيك لمجد الله، ولخيرك العميم. ثق أنه لا يطلب منك إلا الطاعة التي تنتهي بأعظم بركة لحياتك، ولملكوت الله. ثق أنه لن يسلبك شيئًا فيه منفعة لك، بل ثق أنه يُشبع بالخير عمرك، ويُكلّل حياتك بملء غنى نعمته ومحبته.

هوكنج



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6