لنا في هذه الآية المباركة العديد من الدروس:

أولاً: أنه عندما يأتي المسيح سيتم انتقالنا، في لحظة وفي طرفة عين، لنكون مع المسيح. وسنجد أنفسنا، دون مقدمات، وقد انتقلنا من عالم الشقاء والحزن والدموع، لنكون في ملء البركة والفرح مع ربنا يسوع.

ثانيًا: عندما يأتي المسيح، سينتهي تغربنا عن الرب لنستوطن إلى الأبد عنده. وكما قال - تبارك اسمه - لتلاميذه: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: ). ويقول الرسول بولس: «وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 3 ).

ثالثًا: أنه عند مجيء المسيح سيكون الفارق واضحًا وأبديًا بين المؤمنين وغيرهم. فمع أنه في الوقت الحاضر، الحنطة والزوان ينميان معًا، والعذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات يُشبهن بعضهن البعض تمامًا في المظهر الخارجي، لكن عندما يأتي الرب، سيكون التمييز كاملاً بين الفريقين.

رابعًا: إن العذارى الحكيمات كُن مصاحبات للعريس، فأمكنهن الدخول مع العريس إلى العرس، وأما الجاهلات فلم يكنَّ في صُحبته، فلم يأذن لهن بالدخول.

خامسًا: عبارة «وأغلق الباب» تعني أنه لا أحد من الخارج سيكون بوسعه بعد إغلاق الباب أن يدخل العرس، كما تتضمن أيضًا أنه لن توجد قوة تستطيع أن تُخرج واحد من الذين هم في الداخل ( رؤ 3: 12 ). إنها تعني أنه أصبح هناك مَنْ هم داخل الأبواب، ومَنْ هم خارجها ( رؤ 22: 14 ، 15). ويا للهول!

وماذا يعني الاستعداد؟ إن الاستعداد ليس هو أن أعرف حقيقة مجيء الرب بالمقابلة مع الكثيرين الذين ينكرونها، ولا هي مجرد التيقن من أنه قد يأتي في أية لحظة، بما فيها اللحظة التي أنت تقرأ فيها هذا الكلام، بالمقابلة مع الكثيرين الذين يحسبون أن الرب يُبطئ قدومه (متى24: 38، 39؛ 2بط3: 4). الاستعداد هو أن يكون لديك الزيت، وأن يكون مصباحك - نظرًا لوجود الزيت فيه - مُضاءً.


نفسي إلى مخلِّصي إذ يفتحُ الباب تطيرْ
لذاك أقضي ساهرًا عمري ومصباحي مُنيرْ


يوسف رياض