النعمة والسلام مع الرب
أيوب 33 : 23 - 33 : 24
إِنْ وُجِدَ عِنْدَهُ مُرْسَلٌ، َسِيطٌ وَاحِدٌ.. لِيُعْلِنَ لِلإِنْسَانِ اسْتِقَامَتَهُ،..وَيَقُولُ:أُطْلِقُهُ عَنِ الْهُبُوطِ .. قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً ( أي ٣٣: ٢٣ ، ٢٤)
حقاً إنه لا يوجد سوى واحد من ألف يستطيع أن يُعلِن للإنسان ما هي حقيقة استقامته. فإن وُجِدَ واحد يُخبره بالحقيقة من جهة هذا الأمر فإنه يوجد 999 يخبرونه أن استقامته تقوم باجتهاده في العيشة الصالحة ومساعيه في تحسين ذاته وما أشبه. ولكن لو كانت الاستقامة تقوم بهذه الأمور، لكان أيوب غنيًا فيها. وإذا رجعنا إلى الأصحاح التاسع والعشرين لرأينا أيوب متقدمًا في ميدان الآداب السامية والأعمال الخيرية، ولكن عندما يظهر على المسرح ذلك «المُرْسَل» الأمين و«الوَسيط» الحقيقي الواحد من ألف، حينئذ يتغيَّر المشهد، إذ يخبرنا أن استقامة الإنسان تقوم في الاعتراف بأنه خاطئ «يغنِّي بين الناس فيقول» (ع27)، ماذا؟ هل يقول قد عشت عيشة صالحة؟ قد أنفقت مالي على المساكين؟ قد تلَوت صلوات عديدة؟ قد سكبت دموعًا غزيرة؟ قد صُمت مرارًا كثيرة؟ قد طالعت أصحاحات عديدة؟ كلا. بل يقول: «قد أخطأت، وعوَّجت المستقيم، ولم أُجازَ عليه» (ع27). وماذا إذًا؟ هل يحدره الله إلى الجحيم؟ كلا. بل يقول: «فدى نفسي من العبور إلى الحفرة، فترى حياتي النور» (ع28). يجب أن نلاحظ هذا الأمر، أن استقامة الإنسان هي أن يعترف أنه قد أخطأ. فهذا المبدأ بسيط، ولكن على بساطته، ما أصعب وصول النفس إليه. فأيوب لم يصل إليه إلا بعد المشقة، فكم أدلى من الحُجج! وكم جادل في الأقوال! وكم عدّد في مِيزاته ومناقبه! وكم أشار إلى شرفه ومركزه! وهكذا بعد صعوبة كبرى وصل إلى نهاية نفسه ونطق بكلمات الاستقامة الصحيحة قائلاً: «ها أنا حقير، فماذا أُجاوبك؟»، وأيضًا «أرفض (نفسي) وأندم في التراب والرماد» ( أي 40: 4 ؛ 42: 6). هذا هو القلب البشري يصعب عليه أن يرى ذاته وامتيازاته متهدمة حوله. على أنه من الجهة الأخرى لا يستطيع أن يرى أمجاد المسيح إلا وسط تلك الأنقاض، أنقاض الذات. فابن أخلاقك كيف شئت، ودعِّم شخصيتك، واعمل لك برًا ذاتيًا، ولكن اعلم أنك بذلك تقيم سدودًا منيعة بينك وبين خلاص الله. إذ لا يمكن لك أن تتمتع بنعمة الله المجانية التي تملك بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا إلا إذا انهدمت تلك السدود، وانهارت تلك الحواجز إلى التراب تحت قدميك. وليم كلي
3834
أيوب 1 : 9 - : | أَيُّوبُ وبِرَّهُ
02-02-2023
3833
إنجيل مرقس 10 : 52 - : | الأعمى الذي انتصر
01-02-2023
3832
التثنية 31 : 6 - : | الوعد المنسي
31-01-2023
3831
الملوك الثاني 2 : 9 - : | رداءإيليا أم رب إيليا؟
30-01-2023
3830
إنجيل مرقس 7 : 33 - 7 : 34 | هو يشعر بك
29-01-2023
3829
الرسالة إلى العبرانيين 12 : 11 - : | المؤمن وتأديب الرب
28-01-2023
3828
المزامير 10 : 5 - : | النضارة الدائمة
27-01-2023
3827
إشعياء 9 : 6 - : | اسم الرب
26-01-2023
3826
إنجيل متى 1 : 23 - : | الميلاد العذراوي
25-01-2023
3825
اللاويين 11 : 3 - : | احفظ نفسَكَ طاهِرًا
24-01-2023
يوحنا 14 : 6