Fri | 2021.Aug.13

محبتَهُ لنا


«اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا»

لقد تبرهنت المحبة الإلهية في صورة عظيمة ورائعة في الصليب. لأنه عندما كنا مُجرَّدين من كل قوة في ذواتنا، إذا بالمسيح يموت على الصليب من أجل الفجار أمثالنا. وهو قد مات في الوقت المُعيَّن. هذا الوقت المُعيَّن كان هو الوقت الذي برهن فيه الإنسان على فجوره، وكان فيه أضعف من أن يتخلَّص من حالته هذه، رغم أن الله في الناموس أشار له على طريق الخلاص.

وانظر كيف تبرهنت هذه المحبة الإلهية. قد بيّن الله محبته العجيبة حينما لم يكن فينا ما يُحرِّك قلبه أو يدفعه نحونا؛ في الوقت الذي لم نكن فيه إلا خطاة، مات المسيح لأجلنا. فالنبع الفائض كان في قلب الله، بل كان هذا النبع هو قلب الله ذاته. ويا له من فرح مبهج أن نعرف أن لنا فيه، ولنا منه كل هذا!

إن كان الله صالحنا لنفسه، وفق مقاصد قلبه، في الوقت الذي كنا فيه أعداء له، فبالأولى كثيرًا الآن ونحن متبررون، يمضي في إحسانه معنا إلى النهاية. إننا سوف نخلص بالمسيح ابنه من الغضب. وانظر كيف صُولحنا؟ إننا صُولحنا مع الله بواسطة موت المسيح، أي صولحنا بالمسيح وهو في أضعف الصور؛ أي بموته فوق الصليب. وإذن بالأولى نخلص بالمسيح الحي. إن كان بالضعف صالحنا فكم بالحري بقوة حياته يُخلِّصنا. إنه الآن حي بقوة حياة لا تزول. وإذن فمحبة الله تغمر القلب بسلام من جهة الماضي وما كنا عليه، وتملأ القلب بالطمأنينة من جهة المستقبل وما سوف نكون عليه، وفي الحاضر هي تشيع فينا إحساسًا بالهدوء والراحة.

كل هذه البركات مصدرها وضامن ثباتها لنا هو الله بكل ما هو عليه من صفات وكمالات. «اللهَ مَحَبَّةٌ» لذلك لنا عنده غلاوة كبيرة. فلنطمئن لأننا أحباء الله الكُلي المحبة والكُلي الحكمة.

ج. ويجرام



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6