Mon | 2012.Dec.17

القناعـة


وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ القَنَاعةَ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظيِمةٌ ( ١تي ٦: ٦ )

كتب بولس الرسول إلى تيموثاوس هذه العبارة الهامة في سلوك المؤمن: «أما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة» ( 1تي 6: 6 ). أما الجسد ـ الإنسان الطبيعي فلن يكتفي بل يطمح ويطمع ولا نهاية لمطامعه. والحكيم يلخِّص كل أمور الإنسان الطبيعي في هذه الكلمات: «باطل الأباطيل ... باطل الأباطيل الكل باطل» ( جا 1: 2 ).

كان يمكن للإنسان الأول ـ آدم ـ في الجنة أن يتمتع ويفرح بالبركات التي أغدقها الله عليه بوفرة، ولكنه لم يكتفِ بل طمح إلى المزيد. وعلى هذا المبدأ سار الإنسان في خلال تاريخه كله في مختلف العصور ساعيًا نحو الأخذ والاستزادة وتعظيم ذاته حتى على الله. أ لم يكن ذلك غرضه على الدوام دون أن يشعر بشيء من الشبع، بل قلبه يقول باستمرار: المزيد .. المزيد؟

لكننا نحن أولاد الله يجب أن نخلو من هذه الروح ومن مطامع الجسد المستمرة، ونقنع تمامًا بالنصيب الذي عيَّنه لنا الله، وبالمركز الذي أعطاه لنا في العالم، وبالحالة التي نحن عليها.

على أنه يلذ لنا أن نتأمل من الجهة الأخرى فيما تُخبرنا به كلمة الله عن رجال الإيمان فنتمثل بإيمانهم. لقد أدركوا قيمة القناعة الهادئة التي تنشئ التقوى، والتي تنشأ عن الشعور الدائم بالاعتماد على الله، فساروا مع الله واستطاعوا أن يقولوا «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء» مهما كانت قُرعتهم، وبغض النظر عن ضيقاتهم وتجاربهم.

لقد كان أولئك الرجال في العالم ولكنهم لم يكونوا من العالم، بل كانوا يتقبَّلون كل شيء من الله مباشرةً، فكانت لهم مواعيده وقد عوّدوا أنفسهم على النظر إلى فوق باستمرار.

هكذا كان إبراهيم منتظرًا المدينة التي لها الأساسات. وهكذا كان بولس الرسول الذي استطاع أن يفرح بملء قلبه الشبعان المكتفي ويقول للمؤمنين: «فإني قد تعلَّمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه» ( في 4: 11 ).


بل مع شعب الرب أقبَلْ كل ذلٍّ وتعبْ
فعارُ المسيح أفضلْ من خزائن الذهبْ
فأنا بالربِ قانعْ والسما لي في الختامْ


كاتب غير معروف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6