Fri | 2021.Aug.27

العناية الإلهية


«كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا»

ورَد في إشعياء 40: 18 القول: «فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ، وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟». وفي نفس الأصحاح يُشبَّه بأنه: «كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ» (ع11). فهل هذا تناقض؟ حاشا! فالشعب في السبي تأثر بالوثنيين الذين شبَّهوا الله بالشجر والحجر وعبدوه، وهذا ما سبق ورفضه الرب عندما قال لموسى: «قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ ... صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكًا، وَسَجَدُوا لَهُ» ( خر 32: 7 ، 8). فالرب لا يُشبَّه بالأصنام، لكن في اتضاعه ومحبته، ولكي نفهم أعمال عنايته، يستخدم الوحي تشبيهات فنجده: (1) كَأبٍ يَتَرَأَّفُ: «كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ» ( مز 103: 13 ). (2) كَأُمٍ تُعزّي: «كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا» ( إش 66: 13 ). (3) كَرَاعٍ يَرعَى: «كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ» ( إش 40: 11 ). (4) كَدجَاجةٍ تَجمَع: «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! ... كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!» ( مت 23: 37 ). (5) كَنسرٍ يعطف: «كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلى مَنَاكِبِهِ، هَكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَهُ وَليْسَ مَعَهُ إِلهٌ أَجْنَبِيٌّ» ( تث 32: 11 ). (6) كَعريسٍ يفرح: «وكفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك» ( إش 62: 5 ). (7) كَمُرضعةٍ تُربي: يقول الرسول بولس للتسالونيكيين: «كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا، هَكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ» ( 1تس 2: 7 ، 8). وهذا ما تعلَّمه بولس من الرب، الذي اعتنى بشعبه القديم «وَأَرْضَعَهُ عَسَلاً مِنْ حَجَرٍ، وَزَيْتًا مِنْ صَوَّانِ الصَّخْرِ» ( تث 32: 13 )، ولكننا نحن جسده «فإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ» ( أف 5: 29 ، 30). فيا له من قرب! ويا لها من عناية!

صفوت تادرس



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6