Mon | 2021.Aug.09

القداسة العملية


«اِتْبَعُوا ... الْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ»

استخدم العهد الجديد القداسة بالنسبة إلى المؤمنين بثلاثة طرق مختلفة على الأقل: أولاً: يصبح المؤمن صاحب مقام مقدس لحظة اهتدائه؛ فإنه يتم فصله لله من العالم ( 1كو 1: 2 1تس 4: 3 ). إنه باتحاده بالمسيح يتقدس إلى الأبد. فالمسيح هو قداستنا من جهة مقامنا أمام الله. ثم هناك القداسة العملية (1تس4: 3؛ 5: 23). وهذا ما ينبغي لنا أن نكون عليه يوميًا. نحتاج إلى أن ننفصل عن كل أشكال الشر، وهذه القداسة يجب أن تكون متزايدة، بمعنى أنه يجب أن ننمو أكثر فأكثر على شبه المسيح كل حين. أخيرًا، هناك القداسة الكاملة. وهذه تتم عندما يمضي المؤمن إلى السماء، عندئذٍ يتحرر من الخطية إلى الأبد ويتخلَّص من طبيعته الساقطة، وتمسي حالته متجانسة بالتمام مع مقامه.

ونحن لا نسعى في أثر قداسة المقام لأنها تصبح لنا عند ولادتنا الجديدة. كما أننا لا نطلب القداسة الكاملة التي لن تكون من نصيبنا إلا عندما نُعاين وجهه الجليل. أما القداسة العملية، فهي أمر يتعلَّق بطاعتنا وبتجاوبنا. نحن نحتاج إلى اكتساب واتباع هذه القداسة باستمرار ( عب 12: 14 ).

وهل صحيح أننا لا نستطيع أن نرى الرب من دون قداسة عملية؟ نعم هذا حق؛ ولكن هذا لا يعني أننا نعيش في حياة مقدسة لنكسب حق رؤية الله، فيسوع المسيح وحده هو الذي يخولنا حق الدخول إلى السماء. إن مغزى هذه الآية هو أن القداسة العملية هي برهان على الحياة الجديدة في الداخل. إن الإنسان الذي لا ينمو أكثر فأكثر في القداسة، لا يكون مُخلَّصًا. فعندما يسكن الروح القدس في الإنسان، يُظهر الروح حضوره بواسطة حياة مقدسة منفصلة عن الشر وشبهه. إنها مسألة سبب ونتيجة. فإن كان قد قَبِل المسيح، فلا بد من أن تجري منه أنهار المياه الحية.

وليم ماكدونالد



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6