Wed | 2021.Aug.04

أيُّما أيسَر؟


«أَيُّمَا أَيْسَرُ ... مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ ... قُمْ وَامْشِ»

لكي يتم شفاء أي مرض ما كان الأمر يحتاج إطلاقًا لأن يتجسد المسيح وينزل من السماء إلى الأرض، ويموت فوق الصليب، فالله يرسل كلمته فيشفي ( مز 107: 20 )، وكلمة واحدة من المسيح كان فيها كل الكفاية ليهرب المرض. لكن غفران الخطايا كلَّف الله أن يرسل ابنه الوحيد إلى العالم. والمسيح قَبِل أن يذهب إلى الصليب، لأنه «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!» ( عب 9: 22 ). بكلمات أوضح إن شفاء الأمراض ما كان يُكلِّف المسيح شيئًا بالمرة، وأما غفران الخطايا فقد كلَّفه كل شيء؛ كلَّفه أن يصير إنسانًا، وأن يذهب إلى صليب الجلجثة ليحمل نيابة عنا دينونة خطايانا.

«وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا، حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!» (ع6). والمسيح هنا كأنه يقول: لتتأكدوا من قدرتي على الغفران الذي لا تراه العيون، سأريكم قدرتي على الشفاء، الذي يمكنكم أن ترونه وأن تتحققوا منه. وهكذا أعطى الرب البرهان على أنه يغفر لما شفى المفلوج. وبهذا يكون المسيح قد قدم ثلاثة أدلة على لاهوته.

أولاً: أنه كلي العلم: إذ رأى الإيمان في قلوب الخمسة الرجال؛ المفلوج وأصدقائه الأربعة الذين أحضروه، كما عرف فكر الآخرين، وما يدور في صدورهم. ولا يوجد من يعرف الأفكار غير الله «لأَنَّهُ هُوَ يَعْرِفُ خَفِيَّاتِ الْقَلْبِ» ( مز 44: 21 ).

ثانيًا: أنه كلي القدرة: حيث شفى المفلوج بكلمة. يُقال عن الله إنه «يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً» ( إش 40: 29 )، وهو ما عمله المسيح مع ذلك الرجل.

ثالثًا: أنه غافر الذنوب: و«مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟» ( مر 2: 7 ). فالله وحده هو غافر الخطايا وليس سواه ( إش 43: 25 ؛ مز103: 3؛ 130: 4).

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6