Mon | 2013.Feb.25

الصبـر


لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِد (عبرانيين ١٠: ٣٦)

الصبر يعني الانتظار بتوقع لتحقيق وعود الله. وهو الانتظار المُفْعَم بالرجاء والإيمان بأن الله يُمْسِك بزمام الأمر، والثقة في أنه يقدم لنا الأفضل في وقته. وهو يختلف عن الانتظار السلبي الذي منبعه اليأس والشك فهذا هو الكسل بعينه.

والصبر ثمرة من ثمار الروح ( رو 12: 9 )، ومن قائمة الفضائل المسيحية مثل: الاجتهاد، وإضافة الغرباء، والتواضع، والمحبة (رو12: 9-16).

والصبر أحد علامات النضج الروحي، وهو ليس وراثي أو رد فعل طبيعي، ولا يمكن تقليده. إنه أحد أعظم الدروس المسيحية، ولكن أصعبها؛ إذ يلزمه إخضاع الإرادة الذاتية «لتكن لا إرادتي بل إرادتك» ( لو 22: 42 ).

والاحتمال والمثابرة قاعدتان أساسيتان للصبر. وأما عن الضيقات فهي التربة الخصبة التي ينمو فيها الصبر ويترعرع «عالمين أن الضيق ينشئ صبرًا» ( 1تس 5: 14 ). وعندما نتحلى بالصبر أثناء التجارب التي نجتاز فيها، نستطيع أن نجتذب نفوس للمسيح دون أن ندري، فهو وسيلة للكرازة بالمسيح، كما أن له أهميته في الخدمة الرعوية: «أسنِدوا الضعفاء. تأنَّوا على الجميع» (1تس5: 14).

إن الطريق للنجاح يجتاز عبر وادي الاتضاع، ويصعد بك سلم الصبر، ثم يقودك عبر سهول المثابرة والاحتمال الجرداء. وحتى الآن لم يُكتشف طريق مختصر للصبر، ومع أنه مشوار طويل لكنه جدير بأن نبدأه ونكمله حتى النهاية بقوة الروح القدس.

وفى عبرانيين12: 1 يُحرضنا الرسول أن نركض باجتهاد وبصبر وباحتمال، ونثابر في المصاعب مهما كان السير للوصول إلى الهدف شاقًا وبطيئًا، حتى نتمكن في السباق الممتد إلى الأمام ( عب 12: 1 ).

عزيزي القارئ: إن كنت تستطيع تحمُّل أمور غير واضحة ومُعلقَّة وصعبة وبغيضة ومزعجة دون دمدمة أو تذمر، فبهذا تكون قد تعلمت درس الصبر، فهنيئًا لك «عالمين أن امتحان إيمانكم يُنشئ صبرًا» ( عب 12: 2 ، 4). ولنا في شخص الرب يسوع المسيح نموذجًا رائعًا للصبر: «الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي ... فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسهِ مثل هذه» (عب12: 2: 3).


وديع جندي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6