Tue | 2013.Feb.19

وعد أكيد وفترة انتظار


فَقَالَتِ (نُعْمِي): اجْلِسِي يَا بِنْتِي حَتَّى تَعْلَمِي كَيْفَ يَقَعُ الأَمْرُ, لأَنَّ الرَّجُلَ لاَ يَهْدَأُ حَتَّى يُتَمِّمَ الأَمْرَ الْيَوْمَ ( راعوث ٣: ١٨ )

تعود راعوث إلى حماتها، تحمل لها أخبارًا سارة عن مواعيد بوعز، وتأكيداته لها بأنه سيعمل كل ما يشتهيه قلبها، إذا لم يقف الولي الأول في طريقه ( را 3: 11 -13). ولكن حتى في فترة انتظارها حتى يتم الأمر، تنال راعوث من بوعز ما يسد حاجتها.

وما أعظم الفرق بين إيفة الشعير التي جمعتها بالكد والتعب، والستة من الشعير المُذرَّى التي أعطاها لها بوعز ( را 2: 17 ؛ 3: 15). إنه لا يمكن أن يصرفها فارغة! وما هذا الذي أعطاه لها إلا عربون الخير الكثير الذي كان ينتظرها، وهو شخصه، سيد الكل. وبذلك تكمل البركة والسعادة والغنى، إذ مهما نلنا بركات من الرب ونحن في هذا العالم فهي ناقصة، بالمقابلة مع امتلاك شخصه المبارك.

وتُقابل نُعْمِى كنتها الراجعة، ولكن ليس بالسؤال: «أين التقطتِ اليوم؟ وأين اشتغلتِ؟» ( را 3: 16 )، بل «مَن أنتِ يا بنتي؟» (را3: 16). ولم يكن السؤال: ”ماذا معكِ؟“؛ لم يكن سؤال المصلحة الذاتية، بل سؤال يُعبِّر عن مدى علاقتها ببوعز، لأن العروس تُسمى باسم عريسها، وكانت نُعْمِى تنتظرها كعروس بوعز لا كراعوث الموآبية! لذلك فسؤال نُعْمِى يعني: ”هل أصبحتِ يا بنتي واحدًا مع بوعز؟ وهل وجدتِ راحة بجواره؟“

وكان لا بد من فترة انتظار من جانب راعوث حتى يتمم بوعز ما وعد به. وكان على راعوث أن تجلس مطمئنة كل الإطمئنان، لأن كل شيء أصبح في يد بوعز.

إن هذه الكلمات القليلة تُعطينا لمحة عن محبة المسيح التاعبة، التي لم تهدأ حتى تممت لنا أمر الفداء، ولن تتوقف حتى تأتي بنا إليه في المجد، إذ كم يشتاق أن تكون عروسه معه. والعبارة «صبر المسيح» ( 2تس 3: 5 ) تُرينا كم الأشواق تملأ قلبه، وهو ينتظر صابرًا، ويشتاق إلى الوقت المُعيَّن بحسب فكر الله، الذي فيه يُتمم لنفسه ولخاصته، هذا الأمر.

فكيف الحال معنا؟ هل ننتظره بشوق؟ هل تتوق نفوسنا إلى لقائه والوجود معه؟ هل لهج نفوسنا على الدوام: «آمين. تعالَ أيها الرب يسوع»؟


آمينَ يا ربُّ تَعالْ بِحَسْبِ وَعْدِكَ اليقينْ
خُذْنا إليكَ فَنَنالَ الإرثَ مَعْكَ كبنينْ
والشكرَ نُهدِي لِكمالْ نعمةِ فادينا الأمينْ



صموئيل ريداوت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6