Wed | 2013.Mar.20

بركات الإيمان


اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ ( يوحنا ٣: ١٨ )

مع أن الإيمان نفسه – كما نفهم من الكتاب المقدس - «هو عطية الله» ( أف 2: 8 )، لكنه يأتينا من الله وفي رِكابه بركات كثيرة أخرى. ويتحدث إنجيل يوحنا عن سبع من هذه البركات: خمس منها سلبية، وبركتان إيجابيتان كالآتي: لا يهلك ... لا يُدان ... لا يعطش ... لا يموت ... لا يبقى في الظلمة ... ثم ينال الحياة الأبدية ... وينال عطية الروح القدس.

(1) لا يهلك: سمعناها من فم الرب مرتين «لا يهلك كلُّ مَن يؤمن بهِ» ( يو 3: 15 ، 16). وما أعظم هذه البركة! فَمَنْ فينا يقدر أن يشرح كلمة ”يهلك“، ومَنْ يعرف رُعبها؟ هذه الأهوال كلها ينجو منها الإنسان نتيجة إيمانه بالمسيح. «لا يهلك كلُّ مَن يؤمن بهِ»، فكيفما كان شر الإنسان، إن هو أتى بالإيمان إلى المسيح، ينجُ من الهلاك.

(2) لا يُدان: «الذي يؤمن به لا يُدَان» ( 2كو 5: 10 )، فهو يتمتع في نفس لحظة إيمانه بغفران خطاياه، حتى إنه لا يأتي إلى دينونة (يو5: 24). وليس فقط لا يُدان بمعنى لا يُحكَم عليه، بل إنه هو نفسه لن يأتي إلى المحاكمة أصلاً «لا يأتي إلى دينونة». أَ فليس هذا شيئًا عظيمًا؟! صحيح كل إنسان سيُعطي حسابًا عما صنع بالجسد، عندما يقف أمام كرسي المسيح، سواء كان مؤمنًا أم خاطئًا (2كو5: 10)، لكن هذا يختلف عن الدينونة؛ هو لن يأتي إلى دينونة، بمعنى لن يُوضع موضع الإمتحان ليظهر بعده إذا كان سيخلُص أم يهلك، فهذه المسأله حُسمت من الآن بالإيمان.

(3) لا يعطش: «مَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» ( يو 7: 37 ). وهذا يتضمن تأكيدًا لخلاص المؤمن الأبدي. فهو لن يعطش قط في المستقبل، لكنه أيضًا ومن الآن أُنقذ من السعي وراء ملذات الخطية والدَنس التي لا تُعطي القلب إلا مزيدًا من العطش والشقاء. ويضيف المسيح في الأصحاح التالي بأن المؤمن به ستجري من بطنه أنهار ماء حي «قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه» (يو7: 37-39).


يا أيها الخاطي انتَبِهْ حتى متَى تُخدَعْ
انظُرْ يسوعَ واقفًا واسمعْهُ إذ يَقرَعْ
فاقبَلْهُ تُقْبَلْ في السَّما في مَجْدِهِ الأرفَعْ
تَبْقَ سعيدًا دائمًا مَعْ شَعبِهِ أجْمَعْ



يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6