Fri | 2013.Apr.26

يسوع نفسُهُ


وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا ( لوقا ٢٤: ١٥ )

لم يُرسل الرب رسولاً ليُذكّر هذين القديسين - الضالين المُحبَطين المكتئبين - بوجوده. فعندما تسير الأمور على ما يُرام مع شعبه نجد الملائكة والرسل والأنبياء والآخرين يُتممون أمره كما نعلم جيدًا من مشاهد عديدة مُدوَّنة فى الكلمة. لكن حيثما وُجد خروفٌ ضال – واهن العزم ومُحبَط – ستجد «يسوعُ نفسُهُ» يقترب منه ليرُّد نفسه.

هناك أمور تتم بين أي قديس ضال وبين «يسوعُ نفسُهُ»، لا يمكن لأي غريب أن يتدخل فيها. لقد قام الرب يسوع وظهر لسمعان وهي ذات القصة المباركة لمقابلة شخصية سرية بين مؤمن متخاذل كسير القلب وبين«يسوعُ نفسُهُ». لكن بكل أسف كم تختلف الطريقة التى ننتهجها بعضنا مع بعض. فإذا تاه أخ بعيدًا عنا، فكم نميل لأن نبتعد نحن عنه، لكن فى يوم ابتعاد قديسيّ عمواس اقترب إليهما يسوع نفسُهُ. يا له من مُخلِّص! عندما كنا بعيدين جاء إلينا، وعندما ابتعدنا اقترب إلينا.

ولما اقترب إليهما، ما أكرم الطريقة التى توَاصل بها معهما. إنه يكشف لنا أولاً كل ما فى قلوبنا وبحكمة إلهية ولطف متناهى استخرج للتلميذين من داخل قلوبهما ما يصعب عليهما التعامل معه، وكشف لهما عن أصل عدم الإيمان الذى كان من وراء خيبة أملهما إذ كانا «البطيئا القلوب في الإيمان» (ع25).

إن الرب لا يتوقف عند حد كشف ما بداخل قلوبنا لنا، رغم أهميته فى عملية رَّد النفس، لكنه ليس بكافٍ لرَّد النفس. فبلا شك أننا نحتاج إلى أفكار صحيحة عن قلوبنا، لنعلم أننا إنما نتيه فى الطرق الخاطئة، لكن أيضًا يجب أن تكون عندنا أفكار صحيحة عن قلبه هو حتى تُستعاد أقدامنا إلى الطريق الصحيح. وهذه هى الطريقة التي انتهجها الرب مع التلميذين، فبعد أن كشف لهما عما فى قلبهما كشف لهما عما فى قلبه هو. وإذ كشف ما فى قلبه، حوّلهما من «البطيئا القلوب» إلى ذوي ”قلوب مُلتهبة“ (25، 32). لقد أضرم قلبيهما بمحبته إذ كشف لهما عن محبة قلبه.

ولكى يكشف لهما محبة قلبه كان «يُفسِّر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب». وفيما هو يفسر لهما استعرض أمامهما قصة آلامه المؤثرة وكذلك أمجاده (ع26). لكن التلاميذ بأفكارهم البشرية المحدودة أرادوا أن يستبعدوا عنه آلامه وبالتالى كانوا ليحجزوا عنه أمجاده، فنحن نعلم أنه كان ينبغى أن يتألم لكي «يدخل إلى مجدِهِ».


هاملتون سميث



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6