Mon | 2021.Aug.30

الانتذار وأتون النار


«هُوَذَا يُوجَدُ إِلَهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُونِ النَّارِ »

إن أولئك النذيرين إذ رفضوا السجود لتمثال الملك، كان لا بد أن يتعرَّضوا لغضبه وأتونه المتقد، ولكنهم قد أعدُّوا العدة لذلك، بنعمة الله، لأن انتذارهم كان حقيقيًا، فكانوا مستعدين أن يضحوا بكل شيء، حتى الحياة نفسها، في سبيل الدفاع عن عبادة الإله الحي الحقيقي. فهم قد عبدوا وخدموا إله إسرائيل، ليس في حالة جلوسهم آمنين تحت تينهم وكرومهم في أرض كنعان فقط، بل في مواجهة أتون النار المُحمَّى أيضًا. وقد اعترفوا بيهوه، ليس في وسط جماعة العباد الحقيقيين فقط، بل في مواجهة عالم معارض ومقاوم أيضًا، فكان اتباعهم للرب اتباعًا حقيقيًا في يوم شرير. لقد أحبوا الرب، ولأجل خاطره امتنعوا عن أطايب الملك، وثبتوا أمام غضبه، واحتملوا أتونه المُحمّى.

«يَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، لاَ يَلْزَمُنَا أَنْ نُجِيبَكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ. هُوَذَا يُوجَدُ إِلَهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. وَإِلاَّ فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ» ( دا 3: 16 -18). هذه كانت لغة أُناس عرفوا أنهم لله، وقدَّروا مركزهم حق قدره؛ أُناس حسبوا حساب النفقة بكل هدوء، أُناس كان الله لهم كل شيء، فضحّوا بكل ما يمكن للعالم أن يمنحه، وضحّوا بحياتهم أيضًا. وماذا كان أمامهم؟ “تشددوا كأنهم يرون مَن لا يُرى” ( عب 11: 27 ). كان أمامهم المجد الأبدي، وكانوا مستعدين أن يصلوا إليه في طريق من نار. والله يستطيع أن يأخذ خدامه إلى السماء في مركبة من نار، أو في أتون من نار، بحسب ما يحسن في عينيه، وكيفما كانت طريقة الذهاب، فالوصول إلى هناك حسن وجميل.

ماكنتوش



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6