Wed | 2021.Sep.15

يقين غفران الخطايا


«كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا» ( أعمال ١٠: ٤٣ )

إن الواحد منا لا يُمكنه الاستناد على مشاعره الداخلية للتأكد من غفران خطاياه. ولنأخذ مثالاً من التاريخ للتدليل على ذلك؛ كان الدوق “سومرست” هو آخر الرجال الذي قُطِعَت رؤوسهم على قمة “برج هيل”، إبان حكم الملك إدوارد السادس. وعندما اقتربت اللحظة المشؤومة، أتى رسول من قِبَل الملك، وهو يُسرع الخطى متوجهًا نحو ذلك المكان الكئيب، الذي فيه المقصلة. أما الجمهور المحتشد في الطريق فقد ظنوا خطأ أن هذا الرسول قد أُرسِل من الملك ليُوقف تنفيذ حكم الإعدام. وابتدأوا يصيحون: “العفو! ... العفو!”. وارتفع الصياح حتى وصل إلى ساحة الإعدام، وسمعه الدوق المحكوم عليه، وتورد خداه.

وهل تتصوَّر معي كيف كان شعوره عندما كانت تتردد تلك الصيحات على أذنيه في تلك اللحظة؟ وكيف كان صدره يجيش بالمشاعر لتلك الأخبار المُفرحة؟ وكيفما كانت مشاعره مرتفعة، تسمو في أحلامها الوردية، غير أنها لم تَُدم طويلاً. ومع أن الأخبار بدَت جميلة، لكنها بدون أساس. لقد كان الرأي العام مُخطئًا. ومع أن آلاف الأصوات اشتركت في صيحة “العفو! ... العفو!”، ومع أن مشاعر الدوق المحكوم عليه تجاوبت مع كلمات المدح التي قالها الجمهور عنه، غير أن الملك إدوارد لم يُرسِل رسالة العفو. وبدا أن كل هذا كان سخرية قاسية من صنع الخيال البشري. يا له من إعلان رائع وجميل، ولكنه كان يفتقر إلى شيء واحد؛ وهو السلطان الملكي!

فإذا كان يقيننا من الغفران راسخًا وصلبًا، فإننا نستخرجه حتمًا من السلطة العليا؛ من كلمة الله. فإذا فعلنا ذلك، فإننا نجد وراء هذا اليقين الراحة التي تتبعه. ولكن أرجوك ألا تخلط بين اليقين، وبين الراحة التي تصدر عنه. كذا لا تتخيَّل أن أي قدر من الشعور بالراحة يُمكنه أن يُعطيك اليقين الراسخ، وإن كان يجب بالضرورة أن يرافقه. فلأن الله تكلَّم فإنني مُتيقن، ولأنني مُتيقن لذلك أشعر بالراحة.

جورج كتنج



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6