Sun | 2021.Oct.03

الله ظهر في الجسد


«بِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» ( ١تيموثاوس ٣: ١٦ )

على قطعة من رخام وُجدت منذ عدة سنوات في آسيا الصغرى (تركيا) عبارة محفورة هي شهادة للإيمان بشخص ربنا يسوع المسيح. هذه العبارة كأنها قيلت على لسان الرب نفسه مُتكلّمًا عن نفسه كالمتجسد؛ الكلمة الذي صار جسدًا، فيقول: “أنا هو ما كنته: إلهًا. لم أكن ما أنا هو الآن: إنسانًا. أنا الآن أُدعى كليهما: إلهًا وإنسانًا”.

وإنه لاعتراف حسن وعظيم. هو الله الذي كان، والذي سيبقى إلى الأبد الله، ولا يمكن أن يكون غير ذلك. فهو لمَّا أتى من عند الآب، وأخذ صورة عبد، لم يكف عن أن يكون أيضًا هو الله. هو الله لما توسد المهد في بيت لحم، كما كان أيضًا الله قبل تأسيس العالم. لكنه صار ما لم يكنه من قبل، صار إنسانًا، صار مُتجسّدًا «الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا» ( يو 1: 14 ). صار إنسانًا بطريقة معجزية فوق الطبيعة لأنها هي الطريقة الوحيدة التي بها يمكن “للقدوس” أن يتسربل جسدًا إنسانيًا. وتلك كانت طريقة الميلاد العذراوي، والآن هو في المجد؛ الله وإنسان معًا.

كان على الأرض إنسانًا وكان هو الله، وما زال كذلك الله وإنسان في المجد، وسيبقى هكذا على الدوام. وما أطيب ما تسجله الأناجيل شهادة لحقيقة لاهوته وكمال ناسوته.

وهو بعد صبي، في الثانية عشر من عمره، استطاع أن يتكلَّم في ملء شعوره بلاهوته عن اهتمامه بما لأبيه، لما كان وسط المعلمين اليهود في الهيكل، مُعلنًا نفسه كالحكمة. ولكنه أيضًا كان الإنسان الكامل لأنه في خضوعه الجميل لأبويه «نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعاً لَهُمَا» ( لو 2: 51 ).

لقد جاع، وكان جوعه دليل إنسانيته، ولكن الذي جاع هو الذي أشبع خمسة آلاف نفس بأرغفة قليلة وبضع سمكات، إعلانًا عن لاهوته! له كل المجد والسجود.

بللت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6