تجرأ أبرام أن يسأل علامة من الرب بها يعرف أنه سيرث الأرض بواسطة نسله. والله أجابه بأن جعل المسيح وذبيحته أمامه في صورة رمزية، وهذا هو ضمان الميراث «خُذْ لِي عِجْلَةً ثُلاَثِيَّةً، وَعَنْزَةً ثُلاَثِيَّةً، وَكَبْشًا ثُلاَثِيًّا، وَيَمَامَةً وَحَمَامَةً» ( تك 15: 9 ، 10). وهذه صورة رمزية متكاملة تُرينا ذبيحة المسيح كالأساس الذي يضمن الميراث. «خُذْ لِي»؛ فالذبائح تخص الله. والحيوانات الثلاثة المذكورة هنا كانت حيوانات أليفة لا تحتاج أن أبرام يأسرها، بل كانت في خدمة الإنسان وفي متناول يده. وكل نوع يرمز إلى زاوية في المسيح. “العِجلَة” تُشير إلى القوة والخدمة والنشاط المتجدد. و“العَنزَة” تُشير إليه كمن عاش حياة خشنة، وكمن جُعل ذبيحة خطية. و“الكَبش” يُمثل التكريس والخضوع لفعل إرادة الله.

والثلاثة أنواع من الذبائح يُشار إلى عمرها أنه ثلاث سنوات. أما الطير فيُشير إلى المسيح السماوي، ولا يُذكَر عمره، وأبرام لم يشقه. فلا أحد يستطيع أن يعرف أعماق الابن كالشخص السماوي إلا الآب. والثلاث سنوات تتحدث عن سنوات حياة المسيح وخدمته على الأرض. فقد عاش 30 سنة وكانت بكاملها لأجل الله، وعنوانها «يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي» ( لو 2: 49 ). ثم عاش ثلاث سنوات ونصف يخدم ويظهر كل كمال أمام الناس والشيطان. وأخيرًا ختم رحلته بالصليب، حيث قضى ست ساعات. في الثلاث ساعات الأولى تألم من البشر كشهيد لأجل البر، حيث كان يُمثل الله أمام الناس. وفي الثلاث ساعات الظلمة الأخيرة تألم من يد العدل الإلهي كالمُمثل للإنسان أمام الله القدوس، ومات موتًا كفَّاريًا تحت دينونة الله. وبعد أن مات، دُفن في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال. وهكذا نرى الرقم ثلاثة مطبوعًا على حياته وموته.

لقد اجتاز الموت في كل الذبائح، وسُفك الدم «وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!»، والموت هو أساس الميراث. وشق الذبائح يعني أنها أساس العهد ( إر 34: 18 ، 19).

محب نصيف