Thu | 2021.Oct.14

حنانيا وسفيرة


«اخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ ... وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ»

كان “حَنَانِيَّا وسَفِّيرَةُ”، بتقدمتهما للرسل، مُقلّدين لعمل الروح القدس في قلوب إخوتهم. والنعمة التي تظاهرا بها لم تكن لهم حقيقة، وكانت هبتهم من عمل الجسد، وليست من ثمر الروح. ولكنهما وإن نجحا في غش الناس بحياتهما، فلم يستطيعا أن يغشا الله. وكان على الكنيسة كلها أن تتعلَّم هذا الحق الخطير ولا تنساه. إن هذا الحادث المُرعب الذي حصل في الكنيسة في أورشليم يُشبه بشكل مؤثر خطية “نَادَابُ وَأَبِيهُو” وقت إقامة الخيمة في البرية. فابنا هارون هذان قد خالفا تعليمات يهوه، وقدما أمامه بخورًا مستعملين «نَارًا غَرِيبَةً» ولذلك عوضًا عن أن يصعد بخورهما رائحة سرور للرب، قد نزل بهما قضاء الله السريع المباشر جزاء عصيانهما، فقُتلا كلاهما ( لا 10: 1 ، 2). وقال يهوه: «فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ، وَأَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ أَتَمَجَّدُ» ( لا 10: 3 )، وقصد القدوس أن يُعلِّم أبناء هارون وكل الجماعة بهذا الافتقاد أنه يحضر في القدس، وأنه يبغض كل طريق باطل.

كانت تقدمة برنابا بخورًا حقيقيًا في أورشليم، وكانت رائحة سرور للرب ( أع 4: 36 ، 37)، أما تقدمة حَنَانِيَّا وسَفِّيرَة فلم تكن مقدمة للرب بنار “من على المذبح”، بل كانت تقليدًا ماهرًا من الجسد لعمل الروح القدس في الآخرين. وهما لم يقدماها لعيني الله بل لِأعين الناس. لم يفكر برنابا في ذاته بل في أهل بيت الله وحاجاتهم، وكان هذا روح المسيح فيه. أما حنانيا وامرأته فكان أمامهما الذات والصالح الشخصي، وكانت هذه هي الروح الفريسية البغيضة لدى الله.

ليتنا نأخذ إنذارًا من هذه الحوادث الخطيرة فنتحفظ من كل شكل من أشكال الرياء قدام الله. في السجود والصلاة. دعنا لا نتظاهر بروحانية ليست لنا. عندما نأتي أمام الرب ليكن الفيضان في قلوبنا لا في أفواهنا. وفي صدقاتنا ليكن الوجه الأفضل من عطايانا لناحية الله، لا لناحية الناس.

جيمس ر. ميلر



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6