Sun | 2021.Oct.10

قامَ كما قالَ!


«قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ»

كانت قيامة المسيح من الأموات هي الضربة القاضية التي تلقاها الشيطان، إذ هُزم على أرضه بل وفي أمنع حصونه، فكان مثل الأسد الذي يُقتل في عرينه. فإن أحد ألقاب الشيطان هو «الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ» ( عب 2: 14 )، إذ كان يُلوِّح بالموت في وجه كل الناس فيُرعبهم ويسبيهم. لكن المسيح، عندما قام من الأموات، كسر شوكة الموت. لقد ظن العدو بأنه ظفر عندما مات المسيح ودُفن، وخُتم الحجر. لكن عندما قام المسيح من الأموات، تحقق الشيطان من هزيمته وسحق رأسه بالصليب. فلا عجب أن يستخدم الشيطان كل مكره ودهائه، ويجنّد كل جنوده وأعوانه لينكروا هذا الحادث العظيم الذي كان هزيمة ساحقة له.

ولقد قدَّم رؤساء كهنة اليهود تفسيرهم عن القيامة في نفس يوم القيامة، وهو أن التلاميذ أتوا ليلاً بينما الحراس نيام وسرقوا الجسد. لكن التلاميذ كانوا أضعف جدًا من أن يفعلوا ذلك. لقد تشتتوا كلهم وهربوا بمجرَّد القبض على سَيِّدهم، وما كان بوسعهم تحدي الإمبراطورية الرومانية التي ختمت الحجر بخاتمها، ووضعت الحراس على باب القبر. كما أنه لم يكن هناك ما يدعو لتلك الفعلة. فلقد رقد جسد الرب يسوع بكرامة في قبر يوسف الرامي، الذي قام بدفن المسيح كما يُدفن العظماء. وماذا كان سيعود على التلاميذ من سرقة جسد المسيح، إذا كان معلمهم قد مات وانتهى الأمر؟ التلاميذ بالإجمال ما كانوا يودّون أن يسرقوا جسد المسيح لو كان هذا في استطاعتهم، كما أنهم ما كانوا يستطيعون أن يسرقوه لو كان هذا وفق إرادتهم.

وأما مسألة نوم الحراس فإنه أمر مُستبعد أن ينام كل الحراس دفعة واحدة، وأن يكون نومهم هكذا ثقيلاً حتى أنه لم ينتبه أحد منهم طوال فترة دحرجة الحجر من مكانه، ثم سرقة الجسد. إن التفسير اليهودي هو أكذوبة تهدم نفسها بنفسها. فنصفها الأول يكذِّب نصفها الثاني، لأن الحرّاس النائمين لا يمكنهم معرفة ما حدث.

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6