Sun | 2021.Nov.14

مذبح المُحرقة


«وَتَجْعَلُ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ قُدَّامَ بَابِ مَسْكَنِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ »

في خيمة الاجتماع، كان “مَذْبَحُ الْمُحْرَقَةِ” المُغشّى بالنحاس هو مكان الدينونة والموت. كانت عنده تُقدَّم الذبيحة أمام الله، ويُسفَك دمها هناك، وحياتها كانت في الدم. وكان يجب أن يُرَش الدم على المذبح، لصنع الكفارة عن الخطية «لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ» ( لا 17: 11 ). وكانت نار المذبح تلتهم هذه الذبيحة؛ كان يلزم أن تتعرض الذبيحة لدينونة آكلة من الأعالي، لكي توفي مطاليب الله العادل من جهة الخطية، ولكي يمكن انسياب رحمة الله مجانًا إلى مُقدِّم الذبيحة. وعلى ذلك المذبح، كان يجب أن تُدان الخطية بكل قسوة وبكل صرامة؛ تُدان بقدر ما على الإنسان من مسؤولية، وما لله من قداسة.

ويُشير هذا المذبح النحاسي إلى المسيح الذي جُعِلَ ذبيحة عن الخطية. أَليس على الصليب أوقع الله الدينونة على الخطية، في ذاك الذي لم يعرف الخطية، ولكن جُعِلَ خطية لأجلنا ( 2كو 5: 21 )؟ الله وضع على ابنه إثم شعبه ( إش 53: 6 ). وعلى الخشبة كانت يد الله تسحق المسيح، وغضب الله وسخطه كان ينصب عليه انصبابًا ( مز 102: 10 ؛ إش53: 5).

مكتوب «لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا» ( عب 10: 4 ). وتلك الذبائح العديدة التي كانت تُقدَّم على المذبح النحاسي اليهودي لم يكم ممكنًا لها أن ترفع الخطية. وتكرار تقديمها كان شهادة على عدم نفعها «وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ» ( عب 10: 12 ). والكهنة اللاويون كانوا “يَقُومُون” كل يوم أمام مذبح النحاس، ليُقدّموا مرارًا كثيرة نفس الذبائح ( عب 10: 11 )، لأن عمل الكفارة لم يكمل بها على الإطلاق. أما الرب يسوع فهو يُرى بالإيمان “جالسًا” عن يمين الله. وهنا البرهان الأكيد على أن الكفارة قد تمت به، وعلى أنه لا حاجة بعد إلى ذبائح تُقدَّم على مذبح النحاس.

أ. ج. بولوك



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6