Tue | 2021.Dec.21

مخاوفنا


«طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي»

من أعظم الموانع للتمتع بالسلام في حياتنا، مخاوفنا. فحينما ننظر إلى المستقبل، تُحاصرنا أعداد غفيرة من المخاوف؛ مخاوف من المرض، من الحوادث، من فقد أحبائنا، أو فقد أشغالنا الزمنية، أو خوف من متاعب مالية، أو من حدوث اضطرابات أو حروب ... إلخ. ولا شك أن هذه المخاوف تُحرمنا من أي شعور حقيقي بالسلام والاطمئنان.

حسنًا، إذا كان لك أب أو صديق رؤوف جدًا وحكيم جدًا، ذو بصيرة قوية، وله ينابيع لا تنضب، وكنتَ متأكدًا بأنه يُحبك بإعزاز، وأنه سيفعل كل ما في استطاعته لخيرك، ألا يُهدئ ذلك كثيرًا من مخاوفك ومشغولياتك، ويُعطيك شعورًا حقيقيًا بالأمان؟ والآن، كأحد أولاد الله، لك أكثر من كل ذلك في أبيك السَّماوي، وفي المسيح المُحبّ الألزق من الأخ. لماذا لا تطرح كل المخاوف التي تشغلك عليه؟ إنه يدعوك لتُلقي كل همك عليه، مؤكدًا لك بأنه يعتني بك ( 1بط 5: 7 )، وقد وعد بأنه لن يهملك أو يتركك ( عب 13: 5 ؛ مت28: 20). وما دام الأمر كذلك فلماذا لا تثق فيه؟ هل تخاف أن يتخلى عنك أو يتركك؟ كلا، أنت تعلم بأن السبب ليس كذلك. لقد برهن على محبته بموته على الصليب لفدائك، وهذه المحبة قادته إلى الإتيان من الراحة والهناء في بيت أبيه، والإتيان إلى هذا العالم؛ عالم الحزن والأنين، ثم بذل نفسه لأجلك. فليس من المعقول أن يتركك الآن. هل الأمر إذًا أنك لا ترغب في تركه ليفعل بك كما يشاء؟ هل لأنك لا ترغب أن تتبعه في الطريق الذي – في محبته غير المحدودة وحكمته الفائقة – يراه أحسن الطرق بالنسبة لك؟ نعم، هنا مصدر التعب الحقيقي. نحن لا نرغب حقيقة في أن نتركه يفعل كما يريد بحياتنا. إننا نُعطي فرصة للشيطان ليتغلب علينا إذ يُوهمنا بأننا سنكون خاسرين إذا سلَّمنا حياتنا بالتمام وبكلياتها للرب.

أندرو موراي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6