Sun | 2021.Dec.12

الأمجاد الثلاثية


«كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ»

في الآية متى 11: 27 يذكر الرب يسوع مجدًا ثلاثيًا لشخصه باعتباره “الابن”:

أولاً: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي»: فإن كان شعبه الأرضي أنكر عليه عرش داود في أورشليم، لكن الآب دفع كل شيء إلى يديه كما يقول هنا، ولم يترك شيئًا غير خاضع له ( عب 2: 8 )، لأن «اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ» ( يو 3: 35 ). وبكل تأكيد نرى في هذه الآية إشارة إلى لاهوت المسيح وأقنوميته، فليس غير أقنوم في اللاهوت يستطيع أن يُعطي كل شيء، وليس سوى أقنوم في اللاهوت يستطيع أن يستلم كل شيء.

المجد الثاني: «وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ»: فنظرًا لأنه هو الله الذي ظهر في الجسد، ونظرًا لاتحاد الطبيعتين: الطبيعة الإلهية والطبيعة البشـرية، في شخصه؛ لاهوت مطلق وناسوت كامل؛ فهذا يُنشئ مسائل يصعب على العقل البشري حلها. لذلك لا يستطيع أحد على الإطلاق أن يعرف الابن إلا الآب.

المجد الثالث: «وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ»: نلاحظ إن الآب لا يستطيع أحد أن يعرفه، لأنه ساكن في نور لا يُدنى منه، ولم يره أحد من الناس ولا يستطيع أحد أن يراه ( 1تي 6: 16 ). لكن أتى الابن الأزلي من حضن الآب، وهو يعرفه تمامًا، ويمكنه أيضًا أن يعلنه لمن يريد «اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» ( يو 1: 18 ). وحقًا ليس من يقدر أن يعلن الله إلا الله. وعبثًا يظن الإنسان أنه يمكنه معرفة الآب عن أي طريق غير طريق الابن. في حديث المسيح مع أبيه قبل ذهابه إلى الصليب قال: «أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ» ( يو 17: 25 )؛ وقال أيضًا: «أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي» ( يو 17: 6 ). وأيضًا: «لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» ( يو 14: 6 ).

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6