Fri | 2021.Dec.10

النُصرة في المسيح


«كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ»

بالنسبة لخدمته، كان الرسول بولس يعرف شيئًا واحدًا، أنه بكل إخلاص وصدق يُقدِّم المسيح. كان هناك كثيرون تجاسروا أن يغشّوا كلمة الله لخدمة أغراضهم ( 2كو 2: 17 ). أمَّا هو، من الجانب الآخر، فقد تكلَّم بإخلاص «كَمَا مِنَ اللهِ»، و«أَمَامَ اللهِ» أي تحت أنظاره، و«فِي الْمَسِيحِ» أي ممثِلاً للمسيح. كما أن المسيح كان هو الموضوع العظيم لكرازته. ولذلك قاده الله «فِي مَوْكِبِ نُصْـرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ» ( 2كو 2: 14 ).

واللغة التي يستخدمها الرسول، تبدو مأخوذة عن العُرف السائد في ذلك الوقت في الاحتفال بانتصار القادة الظافرين، عندما كان يُحرق البخور زكي الرائحة، أما الأسرى، وهم الذين يُقاس عظمة الانتصار بعددهم، فيتحدد مصيرهم؛ فيُحكم على البعض بالموت وتُستبقى حياة البعض ( 2كو 2: 14 -16). والنُصـرة هنا هي للمسيح، ولكن بولس كان له نصيب فيها، بنشر رائحة معرفة المسيح الذكية في كل مكان، وهي رائحة ذكية بغير حدود لله. لقد كرز بالمسيح الذي مات وقام، سواء آمن الناس وخلصوا، أو رفضوا الإيمان وهلكوا، فإذا كانوا قد رفضوا الإيمان وهلكوا، فإن البشارة عن موت المسيح تعني ببساطة الموت لهم. لأنه إذا كان قد مات من أجل الخطايا وهم رفضوه، فلا بد أن يموتوا هم بالتأكيد في خطاياهم. أما الذين آمنوا، فإن البشارة بحياته في القيامة، ستكون رائحة حياة لهم. لأنه حي، فهم أيضًا لا بد أن يحيوا.

كم هو خطير إذًا تأثير الكرازة الصحيحة بالمسيح. وكم من نتائج أبدية متوقّفة عليها. ويستوي الأمر، سواء كانت الشفاه التي تنطق بها هما شفتا بولس في القرن الأول، أو شفاهنا نحن في القرن الحادي والعشرين. فهل يضع كل خادم لله هذا في ذهنه دائمًا؟ فأيّة غيرة وحماسة عميقة للعمل يخلقهما فينا، وأي اعتماد على قوة الله يغرسه فينا؟

ف. ب. هول



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6