Mon | 2021.Dec.06

الشركة المُشتهاه


«لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ»

كثيرون منَّا يريدون مع الرسول بولس أن يعرفوا الرب في حلاوة الشركة يومًا بعد يوم. ونحب أن نشترك في قوة قيامة المسيح، ونرغب في أن نعرف فرح الرب وسلامه. كلنا نتوق أن نكون مؤمنين ناضرين. وَيسُّرنا أن نكون شهودًا مُثمرين لنعمة الله المُخلِّصة. لكن أن نعرف شركة آلام الرب، أو بالحري أن تكون أمنية قلوبنا أن تكون لنا شركة، أو نصيب مع الرب، في الرفض من الناس، وفي فقره، وتألُّمه، فهذا شيء آخر. نريد أن نرى أنفسنا مُتشبهين بحياته، لكننا لسنا على يقين من أننا نشتهي أن نتشبَّه بموته. صحيح قد نرضى بهذا إن كانت هذه هي مشيئة الله من نحونا. ربما نُسلم أنفسنا بالإيمان لمصير كهذا. وهذا خضوع منا، ولكنه خضوع سلبي. فليس في قلوبنا شعور يتقد صارخًا: “إن اشتهاء قلبي أن أعرف المسيح وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته”.

إن مطمَح الإنسان الطبيعي هو الإكليل بدون الصليب. ولكننا إذ نرجع إلى الرسول بولس نقول إن سر لذته في خضوعه الإيجابي نجده في نكرانه المُطلق لذاته. لقد حسب اتحاده مع المسيح أمرًا واقعيًا حقيقيًا، وأقام الاعتبار لحقيقة أنه قد صُلب مع المسيح، وإذ هو قد اتحد بالمسيح في موته، أصبح المسيح المُقام يحيا فيه ( غل 2: 20 ؛ رو6: 5). وإذ كانت هذه الحقيقة حيوية بالنسبة لبولس، كان في مسلكه قريبًا جدًا من سَيِّده الحي، حتى إن الرسول اشتهى أن يعرف بالاختبار شركة آلام المسيح، وأن يتشبَّه، في جسده، بموت المسيح.

إن من أرقى الاختبارات المسيحية أن نجعل من اتحادنا بربنا المبارك حقيقة حية وشخصية، حتى نشتهي فوق كل شيء آخر التشبه به، وأن يتمجد في أجسادنا سواء بحياة أو بموت.

ج. ويجرام



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6