Mon | 2022.Jun.20

لي أولاً


«اعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً ... ثُمَّ اعْمَلِي لَكِ وَلاِبْنِكِ أَخِيرًا»

«اعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً وَاخْرُجِي بِهَا إِلَيَّ» ... أَ لم يوجه الرب إلينا مرارًا مثل هذا الطلب؟ خصّص “أَوَّلاً” مع بزوغ فجر كل يوم، لحظة تجلس فيها عند قدمي، لتسمع صوتي، وتقول كما قال مرة الصبي صموئيل: «تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ».

أَ لم تسمع مرارًا، وأنت تؤدي عملك المعتاد، صوتًا يقول: فكِّر “أَوَّلاً” في الرب، مُظهرًا الأمانة والاتقان في العمل؟ أو اعمل خدمة لشخص ما؟ قد يكون هذا الصوت للاختيار بين مزاولة عمل إضافي في أوقات الفراغ، أو حضور الاجتماع إلى اسم الرب. الإنفاق بإفراط على الذات أو استخدام المال لخدمة الرب، لخدامه أو للمحتاجين.

«اعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً» ... ليست كبيرة؛ هكذا تبدو في الحجم، لكن ما أعظم قيمتها في نظر الرب، إذ تُقدّمها الأرملة لرجل الله “أَوَّلاً”. كان عند الأرملة فقط ملء كف من الدقيق في الكوار، وقليل من الزيت في الكوز، لكن كم كان تقدير الرب نفسه لهذا العمل! «اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ» ( لو 16: 10 ). ربما هي مجرد نبذة أو كلمة أو صلاة، اهتم المؤمن “أَوَّلاً” أن يُقدّمها لنفس مسكينة. ويا لها من خسارة إن هو أهمل هذا العمل! «اعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً»؛ هذا هو عمل الإيمان «أَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي» ( يع 2: 18 ). إنه حسنٌُ بدون شك أن نُظهِر الاتكال على الله بالترنم بحماس لمدح نعمته وأمانته، لكن الإيمان لا يُرى بالكلام، بل بالأعمال.

«اعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً» ... أَما نسمع من هذه الكلمات صوت الرب وشوقه أن نعمل “أَوَّلاً” شيئًا لأجله؟ كنائس مكدونية «أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ» ( 2كو 8: 5 ). أَليست هذه خلاصة الأمر كله: «يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ» ( أم 23: 26 ).

ف. ب. ماير



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6