Wed | 2022.Aug.17


«بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ ... نُقِلَ أَخْنُوخُ ... نُوحٌ ... خَافَ»

من عبرانيين 11: 4-7 نتعلَّم بعض المبادئ عن الإيمان:

أولا: الإيمان هو المبدأ العظيم للاقتراب من اللّه، ويتضح هذا في هابيل (ع4): فهابيل يضع أمامنا الطريق الوحيد الذي يتمكن به الخاطئ أن يقترب للّه. فإذ عرف أنه خاطئ، وأن اللّه هو إله قدوس، ولا يمكنه أن يتساهل مع الخطايا، فقد أتى إلى اللّه على أساس موت ذبيحة لم تتدنس بالخطية. وكانت ذبيحته التي قدمها لله تتحدث عن يسوع حمل اللّه، ولهذا فقد نال هابيل شهادة أنه بار، إذ قَبِل اللّه قرابينه. ولم يشهد اللّه لحياته، بل للذبيحة التي استحضرها إيمانه. ولا يزال هذا هو طريق البركة للخاطئ، والطريق الوحيد. فالذي يؤمن بيسوع أنه قَدَّم ذبيحته العُظمى، فإنه ينال شهادة أنه بار. ولهذا، فمع كون هابيل قد مات، لكنه لا يزال يتكلَّم، إنه يتكلَّم عن طريق الإيمان الذي به ينال الخاطئ بركة.

ثانيًا: الإيمان هو المبدأ العظيم للتحرر من الموت، وهذا ما يُشخِّصه لنا أخنوخ (ع5، 6): فنقرأ عن أخنوخ أنه بالإيمان نُقِل لكيلا يرى الموت. فالإيمان وحده يمكنه أن يتَطلَّع إلى شيء لم يسبق حدوثه بعد في تاريخ الناس. كذلك فإن المؤمن اليوم يتطلَّع، لا إلى الموت بل إلى الاختطاف أو الانتقال.

ثالثًا: في نوح نرى كيف أن الإيمان جَنَّبَهُ دينونة اللّه (ع7): لقد تحذَّر من اللّه من وقوع الدينونة عندما لم يكن هناك أية علامة خارجية تُنبئ بوقوع القضاء. فعندما أرسل اللّه تحذيره، فإن الدينونة الآتية لم يكن أحد قد سبق ورآها بعد. ومع ذلك، فإن رجل الإيمان آمن بتحذيرات اللّه. ودفعهُ الخوف أن يُنجّي نفسه من الدينونة التي ستُغرِق العالم، مستفيدًا من المؤونة التي قدّمها اللّه له. فبنى فُلكًا به دان العالم الذي رفض أن يؤمن بشهادة اللّه عن الدينونة الآتية، وصار وارثًا مع جمهور المؤمنين الذين بإيمانهم، بكلمة اللّه، حُسِبوا أبرارًا.

هاملتون سميث



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6