Fri | 2022.Sep.02

يأكلونَ ويَفضُل عنهُم


«مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ؟»

كان أليشع النبي ـــــ في يومه ـــــ ظلاً للرب يسوع، عندما أمر خادمه أن يضع «عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ» أمام «الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا». واعترض الخادم بالقول: «مَاذَا؟ هَلْ أَجْعَلُ هذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُل؟». فقال أليشع: «أَعْطِ الشَّعْبَ فَيَأْكُلُوا ... يَأْكُلُونَ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ» ( 2مل 4: 42 -44).

ومن أسف، أن فيلبس أخفق في الامتحان، نظير خادم أليشع، حيث قال للرب: «لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا». لقد نسي أنه أمام الخالق الأمين، الذي استطاع أن يُشبع حوالي مليونين من الشعب، على مدى أربعين عامًا «وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْ» ( مز 78: 24 ). وأخفق أندراوس أيضًا إذ قال: «هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ؟».

على أن معبودنا المجيد، هو المضياف الحاني، الذي قال، بمناسبة مأدبة ملكية ثانية: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ ... وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلاَّ يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ» ( مت 15: 32 ). أَليس هو المكتوب عنه «أَعْيُنُ الْكُلِّ إِيَّاكَ تَتَرَجَّى، وَأَنْتَ تُعْطِيهِمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ. تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبعُ كُلَّ حَيٍّ رِضًى» ( مز 145: 15 ، 16).

وتبارك اسم سّيِّدنا، فإنه لم يحتقر العرض الذي عرضه أندراوس. وقَبِل أن يأخذ الأرغفة، وأمر تلاميذه قائلاً: «اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُونَ. وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ». وتأخذنا القرينة إلى “رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ” الذي يقول عنه داود: «فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي». إن الرب هو الذي تسلَّم الموقف على عاتقه وحده. فالتلاميذ، وقد نسوا كفاية ابن الله، اقترحوا صرف الجموع ليبتاعوا لأنفسهم طعامًا، لكن الرب وحده هو الذي «فتح» فمَن يُغلق؟ وهو الذي «بارك» فمَن يرده؟ وهو «الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاء وَلاَ يُعَيِّرُ»، وهو الذي بيده الكريمة أتم «فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ». ليت قلوبنا تتحوَّل إليه وحده!

أديب يسى



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6