Thu | 2022.Sep.22

ديوتريفس وديمتريوس


«دِيُوتْرِيفِسَ ـ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَهُمْ ـ لاَ يَقْبَلُنَا»

تتمحور رسالة يوحنا الثالثة حول ثلاثة أشخاص: غَايُس ودِيُوتْرِيفِس ودِيمِتْرِيُوس. ودِيُوتْرِيفِس عُرف بشغفه لأن يأخذ الدور القيادي، ويتمسك به وسط الجماعة التي كان لغَايُس شركة معها (ع9). كتب عنه الرسول يوحنا أنه كان «هَاذِرًا عَلَيْنَا بِأَقْوَال خَبِيثَةٍ» (ع10)، أي أنه اشترك في أحاديث جارحة وشريرة عنه. لم يكن يوحنا وآخرين معه مُرَحَبًا بهم من قِبَل دِيُوتْرِيفِس. وحيث أنه يحب أن يكون الأول الذي له المكانة البارزة، ربما رأى في يوحنا والآخرين منافسين له في السلطة التي أوكلها لنفسه. وإذ كان هذا هو شعوره، فقد أمر بطرد الذين رحبوا بزيارة يوحنا، خارج الكنيسة (ع10). هذه التصرفات جعلت حالة دِيُوتْرِيفِس الروحية موضع تساؤلات، فكتب يوحنا «مَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ» (ع11). وعند مجيئه، نوى يوحنا أن يتعامل مع دِيُوتْرِيفِس بسلطانه كرسول.

وعلينا أن نتحذر من هذا المثال، لأن روح دِيُوتْرِيفِس يمكن أن تجد مقرًا لها في قلوبنا بكل سهولة. هل أسعى أن أكون الأول بين المؤمنين الآخرين؟ هل أجعل صوتي مسموعًا بشكل مُتكرّر فى الاجتماع، دون إتاحة الفرصة للآخرين للكلام؟ عندما أختلف مع الآخرين، هل أُعبّر عن ذلك بطريقة تُبيّن عن قصد امتعاضي لهم ولآرائهم؟ هذه هي سِمات دِيُوتْرِيفِس. ليت الرب يُظهِر فينا، بالروح القدس، المزيد من لطف المسيح.

لكن غَايُس لم يفقد الكل. بالرغم من أن دِيُوتْرِيفِس ينبغي ألا يكون قدوة له، إلا أن لديه شخص آخر يمكن له الشركة معه: دِيمِتْرِيُوسُ «مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ» (3يو 12). كان لدِيمِتْرِيُوس روحًا جديرة بالشركة والاعتشار من غَايُس؛ لا بد أن كليهما كانا مشغولين بأمور الرب، لأن كليهما كانا مُزكَّين من الآخرين، وكليهما كانا سالكًا في الحق. عندما تجتاحنا التأثيرات الشريرة، علينا أن ننظر لنرى أين يُمكننا أن نجد أخًا أمينًا أو أختًا، حتى ولو كان واحدًا فقط، لنكون في شركة معه.

ستيفن كامبل



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6