Thu | 2022.Sep.15

امرأة فينحَاس وفِطنتها


«قَالَتْ لَهَا الْوَاقِفَاتُ عِنْدَهَا: لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ ابْنًا»

لقد قيل لامرأة فينحاس ـــــ عِنْدَ احْتِضَارِهَا ـــــ «لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ ابْنًا» ( 1صم 20: 4 ). لكن كيف لا تخاف وقد زال المجد؟ لم يكن الوقت إذًا هو وقت «لاَ تَخَافِي» ... لكن عندما حان موعد ظهور المجد الحقيقي، ربنا يسوع المسيح جاءت هذه الكلمة في وقتها «وَالْكَلِمَةُ فِي وَقْتِهَا مَا أَحْسَنَهَا» ( أم 15: 23 ). فبعد فترة صمت دامت نحو أربعمائة سنة، كانت أول كلمة تصل من السماء إلى الأرض هي: «لا تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا». وبعدها بنحو ستة أشهر جاءت الرسالة الثانية بواسطة نفس الرسول، جبرائيل، للعذراء مريم: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ». ثم بعد عدة أشهر أخرى، ليوسف خطيب مريم «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ» ( لو 1: 13 ، 30؛ مت1: 20).

وأخيرًا عندما وُلد الرب فعلاً، فلقد حضر المجد، وظهر لجماعة الرعاة «وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ ... فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُد، مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ» ( لو 2: 8 -14). نعم إن الله وحده هو الذي يقدر أن يقول: “لاَ تَخَفْ”، ويعرف أن يقولها في موضعها.

ألا تذكِّرنا امْرَأَةُ فِينَحَاس الحزينة، بقديسة أخرى، هي مريم المجدلية عند القبر؟ فمع أن بطرس ويوحنا جاءا، ونظرا إلى القبر الفارغ، ومضيا إلى موضعهما «أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي». وإلى أين يمكنها أن تذهب بدون جسد المسيح؟ إنه ليس لها موضع، سوى هذا القبر. ومع أن الرب أرسل إليها ملاكين، لكنها قالت لهما: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ» ( يو 20: 11 -14). فكما لم تُبال امْرَأَةُ فِينَحَاس بالولد، فإن مريم لم تُبال بالملاكين، لأنه “أين المجد”؟

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6