Sun | 2022.Sep.04

كُلفة الفداء


«تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا»

عُلِّق “رَبِّي وَإِلهِي” على الصليب ست ساعات. أثناء الثلاث ساعات الأولى، تحمَّل رَبِّي جميع الآلام الرهيبة، سواء الجسدية أو النفسية، الاحتقار والتعيير من الإنسان صنعة يديه «تَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ» ( مز 69: 9 ). ولكن أثناء الثلاث ساعات الأخيرة انفرد به الله كالديان العادل، الذى وضع عليه إثم جميعنا. كانت هناك مياه غامرة «غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ» ( مز 42: 7 ). اسمعه يقول بروح النبوة: «خَلِّصْنِي يَا اَللهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ دَخَلَتْ إِلَى نَفْسِي. غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ عَمِيقَةٍ، وَلَيْسَ مَقَرٌّ. دَخَلْتُ إِلَى أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ، وَالسَّيْلُ غَمَرَنِي» ( مز 69: 1 ، 2)، على أنه لم يعرف خطية.

وكانت النار المروعة هناك «مِنَ الْعَلاَءِ أَرْسَلَ نَارًا إِلَى عِظَامِي فَسَرَتْ فِيهَا» ( مرا 1: 13 ). هنا يصنع المسيح عمل الكفارة، حيث كان جسده يحترق بلهيب النار.

كانت هناك أيضًا الظلمة الحالكة. اسمعه يقول: «وَضَعْتَنِي فِي الْجُبِّ الأَسْفَلِ، فِي ظُلُمَاتٍ، فِي أَعْمَاق. عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي» ( مز 88: 6 ، 7). هذه الظلمة هي التعبير عن الخطية في قبضتها، والموت في سلطانه. وكانت الشهادة عن الآلام التي وضعتها يد العدالة الإلهية على ذاك الذي جُعل خطية، وحمل في جسده كل خطايانا على الخشبة.

ولماذا هذه التكلفة الباهظة من جانب الله؟ ولماذا كل هذه الآلام؟ هل تعلم لماذا؟ لأن كل اشتياق قلب المسيح، وهدف أمنيته أن يمجد الآب. إنه يُحب أباه، ويُحبك ويُحبني. لماذا كل هذه المعاناة؟ لأن الرب يسوع حمل آثامنا، لأن مجد الله تطلب دينونة الخطايا في الجسد. لهذا ترك الله مُخلِّصنا المُحب. إن ألسنتنا عاجزة عن وصف آلام ربنا الحبيب ومُخلِّصنا يسوع، ولا سيما الآلام الكفارية التي تذيب قلوبنا. بهذه الآلام، دفع ثمن خلاصنا كاملًا.

كاتب غير معروف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6