Mon | 2022.Sep.26

البطيء الغضب


«اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ»

ضبط النفس الذي يتكلَّم عنه الكتاب، يتضمن: ضبط الأفكار، وضبط اللسان، وضبط الطبع (الحدة)، وعن هذا الأمر الأخير نتكلَّم الآن. وخير مثال يشرح عاقبة الاستسلام للغضب هو موسى. فهذا الذي رفض عرش مصر ( عب 11: 24 -26)، والذي يذكر عنه الكتاب أنه كان «أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ» ( عب 3: 5 )، والذي وُصف بأنه «كَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ» ( عد 12: 3 ). هذا الرجل الأمين لله ولحقه، رجل الله المقتدر، زلَّ وسقط في عين هذه الخطية «فَرَطَ بِشَفَتَيْهِ» ( مز 106: 32 ، 33)، وهي غلطة كلَّفته خسران الدخول إلى كنعان.

ولدى سفر الأمثال، الكثير ليقوله لنا في هذا الصدَد. فهذا الرجل الذي يمضي في طريق الخصومة للنهاية هو رجل غبي ( أم 12: 16 )، بينما على العكس منه، فإن «بَطِيءُ الْغَضَبِ كَثِيرُ الْفَهْمِ» ( أم 14: 29 ). والحقيقة أن مثل الرجل الأخير أعظم من القائد الذي يحصد انتصارات عسكرية باهرة «اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً» ( أم 16: 32 ).

يذكر “ف. ب. ماير” أنه تقابل مع جمع من المسيحيين في بيت “وليم ولبرفورس” حيث حكى كل واحد عن اختباراته بشأن استجابة صلواته للخلاص من ضيقة اكتنفته. ثم تكلَّم خادم مُسنّ فقال: “استمعت لكثيرين اختبروا الصلاة المستجابة للخلاص من ضيقة ما، ولكني اعتقد أنني تعلَّمت درسًا مختلفًا: كنت أتحدث في جمع من الأطفال في مدرسة الأحد بعد ظهر يوم قائظ، واكتشفت أن الزهور والطيور خارج القاعة تشد انتباههم، وأرادوا أن ينصرفوا عني ... وبدأت أفقد أعصابي ... فتحوَّلت إلى الرب يسوع وقلت: “يا رب: بدأ صبري ينفد ... فامنحني صبرك” ... فألقى الرب في صدري فيضًا من الصبر، واستطعت أن أقف ثانية، رغم الإزعاج والضيق”.

حقًا إن «الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا» ( رو 5: 3 ).

جورج هندرسون



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6