Wed | 2022.Dec.21

غِنَى النِّعمَة


«حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا»

في سلسلة نسب المسيح، لا يذكر مَتّى أسماء النساء الشهيرات كسَارَة وغيرها، من اللواتي يفتخر بهن جميع اليهود، ولكنه يذكر أسماء أربع نساء لا يقدر اليهود أن يفتخروا بهن. وبالتأمل في هؤلاء النسوة، يتضح لنا أنه لا مجال للكبرياء. علينا بأن نعترف ـــــ بتواضع ـــــ بحقيقة أنفسنا وأصلنا. فإذا عرفنا حقيقة أننا خطاة، حينئذٍ لنا هذه الإعلانات المباركة من النساء الأربع:

أولاً: ثَامَار (ع3): إن الخاطئ له خلاص، بل إن الخلاص مُعدُّ أساسًا للخطاة ( تك 38: 11 -14؛ مت9: 12؛ 1تي1: 15).

ثانيًا: رَاحَاب (ع5): إن الخلاص يمتلكه الخاطئ بالإيمان (يش2؛ عب11: 31؛ أع16: 31).

ثالثًا: رَاعُوث (ع5): إن الخلاص ليس على مبدأ الناموس بل على مبدأ النعمة ( تث 23: 3 ؛ رو3: 21-30؛ أف2: 8، 9).

رابعًا: بَثْشَبَع أو التي لأُورِيَّا (ع6): إن الخلاص أبدي ولا يُفقَد مطلقًا (2صم11،12؛ مز23: 3؛ عب10: 38، 39).

والرسول بولس حين تكلم في رومية 5: 6-10 عن حالتنَا حين خلَّصنا الله، ذكر لنا أربع صفات كانت تُميّزنا، وهي أننا كنا: خطاة، وأعداء، وضعفاء، وفجار. في ثَامَار نرى صورة لنا حين كنا خطاة والله أحبنا، وفي رَاحَاب نرى صورة لنا ونحن فجَّار والمسيح ارتضى أن يموت في الوقت المعين لأجلنا. وفي رَاعُوث المُوآبِيَّة التي كانت من جنس أظهر العداوة والكراهية لله وشعبه (عد22)، نرى صورتنا ونحن أعداء، وقد صولحنا مع الله بموت ابنه. وأخيرًا، في قصة داود مع بَثْشَبَع نرى حالتنا ونحن ضعفاء، وفي هذه الحالة الله أحبنا. أ ليس هذا هو الإنجيل بكل معنى الكلمة؟ كم هو صحيح، أنه «حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا» ( رو 5: 20 )!

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6