Mon | 2022.Dec.19

مُتنا عن الخطية


«نَحْنُ الذينَ مُتْنَا عَنِ الخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟»

لا شك أن ترك الخطية تتحرك في داخلنا بلا مانع، شر. وهذا واضح جدًا في كلمة الله التي تُعلن أن الموت هو الذي يمنع الخطية من أن تعمل «نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟» ( رو 6: 2 ). وهذه الكلمات كثيرًا ما يُساء فهمها، لأنها تُقتَبَس أو تُقرأ خطأ. فالرسول لا يقول إن الخطية نفسها قد ماتت، أو الطبيعة الشريرة قد اختفت كلية، بل يقول: «نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ»، وتبعًا لذلك يقول: «كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟».

فالحق الذي يجب أن يتعمق في قلوبنا هو أننا قد مُتْنَا عن الخطية. ففي المسيح يسوع قد أخذنا مكان الموت، حيث لا تستطيع الخطية أن تسودنا فيما بعد. ومطلوب منا أن نؤمن بهذا الحق الصريح، إذ لا يمكن أن نختبره في حياتنا العملية إن لم نؤمن به. والإيمان بهذا يُعطينا فرح النصرة. وكما أنه بواسطة شهادة الكلمة الإلهية قبلنا الحق أننا صُولحنا مع الله بموت ابنه، كذلك بنفس الشهادة يجب أن نقبل الحق الذي يقول: «إنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ» (ع3). فكلا الحقين يقومان على نفس الأساس الواحد الثابت، وهو موت المسيح.

إننا نؤمن إذًا، ليس أن الخطية قد ماتت، بل إننا قد مُتْنَا عنها، وبذلك نجونا من مخالبها. إن بيننا وبين الخطية يقوم حاجز، هو الموت الذي يرمز إليه ــــ في العهد القديم ــــ نهر الأردن. فالخطية تقع على أحد الجانبين، ونحن على الجانب الآخر. فليس للخطية حق علينا بموجبه تأمرنا، أو تُوَّجه أعمالنا. ونحن الآن لا نُصغي إلا لصوت سَيَّدنا المجيد، الذي مات ولكنه الآن حي إلى الأبد، والذي فيه وحده القوة للسلوك في جدة الحياة. في هذه الحياة الجديدة نستطيع أن نكون في شركة مستمرة مع سَيِّدنا في الصلاة وفي الخدمة، في التسبيح وفي السجود. وإذا أنكرنا مقامنا وداعبنا الخطية، فإننا نُدنس قلوبنا وضمائرنا.

هوكنج



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6