Mon | 2022.Dec.12

مِثال بيتِ الربِّ


«وَأَعْطَى دَاوُدُ سُلَيْمَانَ ابْنَهُ مِثَالَ ... وَمِثَالَ كُلِّ مَا كَانَ عِنْدَهُ بِالرُّوحِ لِدِيَارِ بَيْتِ الرَّبِّ»

أي حماقة كان يُمكن أن تكون لسليمان، لو تجاهل مِثال الهيكل الذي أعطاه إياه أبوه داود، فقد يقول: “إنني أكثر حكمة من أبي، وبالتأكيد أستطيع أن أعمل شيئًا أفضل من ذلك المِثال”. أو يقول: “إن المِثال الذي أخذته من أبي يتناسب مع جيله، لكننا نحتاج مِثالاً آخر يتناسب مع جيلنا”. كلا البتة، إن داود أخذ المِثال بوحي إلهي «بِالرُّوحِ» ( 1أخ 28: 12 ). وسليمان وكل الملوك الأتقياء الذين أتوا بعده، اتبعوا ذات الطريق، والمِثال الذي أعطاه الله، على الرغم من أننا نجد ملكًا شريرًا مثل “آحَاز” الذي مَلك في يهوذا، حاول أن يُغيّر المِثال الذي أعطاه الله من خلال داود، فمثلاً، صنع مذبحًا آخر مختلفًا تمامًا عن مذبح المُحرقة الذي رسمه الرب، وكان ذلك سببًا لدماره ودمار شعبه ( 2مل 16: 10 -16؛ 2أخ28: 19).

أليس في هذا الأمر درسٌ لنا في هذه الأيام؟ إننا نؤمن ونُدرك أن بولس استودعه الله مِثالاً؛ شكل وترتيب كنيسة الله، في وضعها ككنيسة محلية. وهذا ما نراه في الرسالة الأولى للمؤمنين في كورنثوس. وكانت وصيته لتيموثاوس أن يتمسك بهذا المثال والبناء، وهكذا يُودعه لأناس أمناء للجيل الآتي، وهؤلاء أيضًا ينقلونه للجيل الذي يليهم «مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا» ( 2تي 2: 2 ).

ولكن حتى في أيام الرسول بولس، كان هناك أشخاص مثل “الْمَلِك آحَاز”، هؤلاء الذين تحولوا وارتدوا عن الحق ( 2تي 1: 15 ؛ 2: 17، 18). وهذا يجعلنا لا نندهش عندما نجد أمثال هؤلاء بيننا اليوم. أما بالنسبة لنا نحن الذين نؤمن بكلمة الله، دعونا نتمسك بكلمة الله، وبالمثال الذي وضعه الله، وترتيب بيت الله المُعطى للرسول بولس، إلى أن يأتينا الرب، الذي مجيئه قريبٌ جدًا.

كيفن كوارتل



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6