Fri | 2022.Oct.14

غِنى النعمة


«فَقَالَتْ: لِمَاذَا اقْتَحَمْتَ؟ عَلَيْكَ اقْتِحَامٌ! فَدُعِيَ اسْمُهُ فَارِصَ»

ما أعجب ما ينتهي به هذا الأصحاح (تك38)، حيث نجد أن نفس الخطية التي اقترفتها ثامار، هي نفسها التي أدمَجتها في سلسلة نسب رب المجد، لأنها هي الخطية التي صيَّرتها أُمًا لفَارِص أحد أقطاب سلسلة هذا النسَب المبارك ( مت 1: 3 )! وهكذا خرج فَارِص، يعقوب الثاني المخادع. ومن هذا الشخص، كان لا بد أن يأتي الوارث الحقيقي لكل بركة؛ المسيح كالبديل البار لكل غاصب، وهو سيسود، وملكوته سيقوم إلى الأبد. ونحن نتعجب كيف يمكن لأي صلاح أن يخرج من مجرى حدَث مأسوي كهذا، لكن «هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ» ( مت 19: 26 ). إنه يأتي بالمجد لاسمه من أكثر الأمور خزيًا وعارًا، الأمر الذي تبرهن تمامًا في الصليب، حيث اتحد اليهود والأمم في خطية رفض ابن الله وصلبه، ولكن من هؤلاء الخطاة تكوَّن جسدٌ جديدٌ مُخصصٌ للسجود وعبادة إله وأبي ربنا يسوع المسيح ( أف 2: 18 ).

يا له من درس خطير، لا يجدر بغير الله أن يُلقيه علينا! ويا للعجب! هل خطية ثامار هي المناسبة التي تربطها برب الحياة والمجد؟ أي نعم، أوَليست خطايانا هي التي منحتنا مثل هذه المناسبة؟ ألم يمت السّيِّد لأجل الخطاة! ألسنا حينما اعترفنا بخطايانا، وأخذنا مكاننا أمام الله، مُستدة أفواهنا، كفجار وضعفاء، ألم نكتشف حينئذٍ تلك الحقيقة العجيبة وهي أنه لأجل الفجار والضعفاء قد مات المسيح، ولأننا كنا خطاة (وقد مات المسيح لأمثال هؤلاء) فإنه كان «أَمِينًا وَعَادِلاً، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا، وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ»؟ ( 1يو 1: 9 ).

هنا نرى الخطية وقد كثرت، إلا أن النعمة ازدادت جدًا ( رو 5: 20 ). وهنا نجد الله في نعمته مترفعًا فوق خطية الإنسان وحماقته، لكي يأتي بمقاصد محبته ورحمته. فكم هو واضح أن الإنسان لا دخل له في هذا الأمر!

أ. ن. ك.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6