«أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ»؛ هذه واحدة من النصوص القليلة التي تستحضر مباشرة الحق المُختص بقيامة القديسين. وهناك العديد من الإشارات والتعبيرات للقيامة في العهد القديم ( مت 22: 32 )، ولكنها مجرد نظرة سريعة لهذا الموضوع. ولكن إذ نأتي إلى العهد الجديد، فإننا نصل إلى الملء الكامل لهذا الإعلان التعليمي، لأن «مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ... أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ» ( 2تي 1: 10 ).

وفي مزمور 17: 14، 15 تَبْرُز لنا المباينة بين “أَهْلِ الدُّنْيَا” الذين نصيبهم في حياتهم، وبين المؤمن الذي نصيبه سماوي. «يَا رَبُّ ... أَهْلِ الدُّنْيَا نَصِيبُهُمْ فِي حَيَاتِهِمْ (في هذه الحياة). بِذَخَائِرِكَ (من خيراتك المخزونة) تَمْلأُ بُطُونَهُمْ. يَشْبَعُونَ أَوْلاَدًا (فيشبع أبناؤهم)، وَيَتْرُكُونَ فُضَالَتَهُمْ لأَطْفَالِهِمْ (يُورثون أولادهم ما يفضل عنهم)» (ع14). أما المؤمن فله توقعات أعظم، ورجاء لامع. فمع أنه يتألم الآن لأجل البر، فهو يُفكِّر في المستقبل المجيد الذي ينتظره؛ القيامة وما بعدها «أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ» (ع15). ويا له من رجاء مُبارك! إن شبع المؤمن ليس في هذه الحياة، بل في القيامة، عندما نأتي إلى المشابهة لصورة ابنه ( رو 8: 29 ).

وفي العهد الجديد يُوصَف موت المؤمن بالرقاد، ولكنه ليس “نوم النفس”، فهذا تعليم فاسد. إننا سوف نستيقظ في القيامة، على شبه الرب «وَكَمَا لَبِسْنَا (حملنا) صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ (سنحمل) أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ» ( 1كو 15: 49 ). ويُعلِن الرسول بولس السر؛ أننا «كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ» (ع51، 52). إننا ننتظر الرب يسوع المسيح، أن يأتي من السماء «الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا، لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ» ( في 3: 20 ). ويُعلن الرسول يوحنا أيضًا «الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» ( 1يو 3: 2 ).

رينولدز