Tue | 2022.Sep.13

الله لا يستحي بهم


«هؤُلاَءِ ... لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ»

في عبرانيين 11: 13-16 نرى ما نقشه اللّه في حياة أبطال الإيمان:

أولاً: أنهم كانوا يتطلعون إلى ما وراء الأشياء المنظورة «الْمَوَاعِيدَ ... مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا». وكانوا متيقنين في عقولهم من مستقبل المجد.

ثانيًا: أن المجد الذي كانوا يتطلعون إليه مستقبلاً، أنشأ في حياتهم تأثيرًا عمليًا، إذ «أَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ».

ثالثًا: وإذ اعترفوا بأنهم غرباء أعطوا بذلك شهادة واضحة عن اللّه «فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَنًا (أو وَطَنهم)».

رابعًا: لقد تغلَّبوا على كل ما من شأنه أن يُعيدهم إلى العالم الذي تركوه، وتغلبوا على كل محاولات إبليس لإرجاعهم مرة أخرى إلى العالم الذي انفصلوا عنه، مُستخدمًا شهوة الجسد، وإغراءات العالم، ومطالب القرابة الطبيعية، وظروف الحياة ومشاغلها، التي بطرق مختلفة وفي أوقات كثيرة يمكن أن تفتح لنا فرصًا للرجوع «فَلَوْ ذَكَرُوا ذلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ».

خامسًا: وإذ رفضوا فرص الرجوع إلى ما خرجوا منه، فقد برهنوا أنهم «الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا».

سادسًا: والذين لهم هذه الأوصاف «لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ». كانت تفاصيل حياتهم فيها الكثير من الفشل، ولكن المبادئ العظمى التي كانت تحكم حياتهم وتُحركهم، جعلت اللّه لم يستَحِ بأن يعترف بهم، وأن يُدعى إلههم.

سابعًا: وهكذا فإن الله «أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً»، وفي هذه المدينة كان كل ما هو من اللّه، وفيها الإجابة المجيدة لإيمانهم.

ليت هذه جميعها تكون سماتنا في يومنا هذا، فلا يَسْتَحِي اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهنا!

هاملتون سميث



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6