Sun | 2022.Aug.21

الموكب الملَكي


«هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ»

هذه الحادثة تحكي لنا مشهد دخول المسيح إلى أورشليم كالملك. والعجيب أن الرب هو الذي سعى بنفسه للدخول إلى أورشليم بهذا الموكب الملكي ( لو 19: 30 -35)، وهذا عكس ما أظهره الرب في كل حياته السابقة على الأرض، فلقد حاولوا قبل ذلك أن يختطفوه ليجعلوه مَلِكًا، ولكنه انصرف إلى الجبل وحده ( يو 6: 15 ). وهو لم يحاول قط أن يُظهر نفسه للعالم كالملك ( لو 19: 30 )، ولكنه كان دائمًا يُخفي نفسه. فما هو سر تغيُّر أسلوبه هنا؟

أولاً: كان المسيح يعلن دائمًا “يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ الْمَكْتُوبُ”، وهذه النبوة ذُكِرَت حرفيًا في زكريا9: 9، ومن ثم كانت هناك حتمية لتتميمها. ولكن اختيار توقيت حدوثها، كان أيضًا أمرًا هامًا جدًا، فالرب رفض أن يُتمّمها في يوحنا 6، لأن الوقت لم يكن قد جاء بعد، أما هنا، فبالرجوع إلى أسابيع دانيال السبعين، نجد أن هذا اليوم يوافق تمامًا نهاية الأسبوع 69 من أسابيع دانيال. ولقد تكلَّم الرب عن هذا اليوم في لوقا 19: 42 «إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ»، وكان ذلك لكي يتم المكتوب «يُقْطَعُ الْمَسِيحُ (بالصلب) وَلَيْسَ لَهُ (المُلك)» (دا9: 26).

ثانيًا: نلاحظ أن هذه النبوة لها إتمام جزئي، وهو ما حدث هنا، وأيضًا إتمام كُلي وهو ما سيحدث مستقبلاً. وهذا يأتي بنا إلى الوحي اللفظي لكلمة الله. فحينما اقتُبست هذه النبوة في الأناجيل، نلاحظ أن الوحي لم يذكر كلمتين، الأولى “عَادِلٌ”، لأننا نحن الآن في زمان “النعمة”، وليس في زمن العدل بالنسبة للأرض وللشعب الأرضي، والثانية “مَنْصُورٌ” أو “مُخلِّصُ”، لأنه ليس الآن أيضًا زمان خلاص الأمة اليهودية من يد أعدائها، الأمر الذي سيحدث في المستقبل، عند ظهور المسيح في مجيئه الثاني.

ثالثًا: نجد الرب داخلاً هنا على “جَحْشٍ”، وليس على “فَرَسٍ” كما في رؤيا 19: 11 لأن هنا دخول الاتضاع، وليس دخول المجد.

آرثر بنك



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6