Tue | 2022.Aug.16

كسابقٍ لأجلنا


«إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ ... دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِرًا عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ»

إن الرب يسوع نفسه هو رجاؤنا، لأنه هو نفسه ـــــ وليس مجرد عمله ـــــ قد دخل كسابق لأجلنا، صائرًا على رتبة ملكي صادق، رئيس كهنة إلى الأبد. إن هارون كان يدخل إلى قدس الأقداس مرة واحدة في السنة، وحتى في تلك المرة لم يكن يدخل ليمكث ويبقى هناك. زِد على ذلك، أنه لم يكن مسموحًا لأحد أن يدخل سوى رئيس الكهنة. ولا نقول الشعب، بل حتى الكهنة أنفسهم، لم يكن مسموحًا لهم أن يتبعوه. ولكن ها هنا واحد؛ يسوع ـــــ لأنه يحلو للرسول أن يذكر اسمه الكريم في هذا المقام مجرَّدًا، للتنبير على طبيعته الناسوتية ـــــ رجل رفقة الله، الإنسان المُعادِل لله، الذي مات على الصليب، قد دخل إلى الأقداس ليمكث هناك في جلال ملكي، وليُعِد لنا مكانًا كسابق لأجلنا. وهو الذي به وفيه قد أتى بجميع المؤمنين إلى محضر الله ذاته، فهو إذن ليس على رتبة هارون، بل على رتبة ملكي صادق، رئيس كهنة إلى الأبد.

وإذا ما نظر الإيمان إلى الرب يسوع جالسًا عن يمين الله، ودخل الرجاء كالمرساة إلى ما داخل الحجاب، حيث محبة الآب الأبدية في الابن المُمجَّد، فإننا حينئذٍ نكون قد وصلنا إلى حالة التعزية القوية. ففي وسط التجارب التي تحيط بنا من كل ناحية، ورغمًا عن كوننا لا نثق بالجسد، بل بالحزن والانسحاق ندين نفوسنا، فإننا مع ذلك متيقنون أنه لا شيء على الإطلاق يستطيع أن يفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع. إننا في المسيح، والمسيح في السماء، وطلبته الدائمة هي «أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي» ( يو 17: 24 ).

يا ليتنا نحن الذين قمنا مع المسيح، نطلب ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. فالإيمان والرجاء يفرحان لأن المسيح هو برنا ومجدنا، وهو أيضًا فينا «رَجَاءُ الْمَجْدِ» ( كو 1: 27 ).

سافير



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6