Wed | 2022.Jun.22

المرأة الكنعانية


«يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ»

ما أكثر معاملات الله مع النفوس لإيقاظها لتشعر بحاجتها إليه! إن الرب يستخدم طرقًا متنوعة لجعل النفوس تشعر بخرابها الكامل في نظره. وإذا وصلت النفس إلى هذا الشعور، تُصبح قصة نعمة الله في منتهى البساطة والوضوح بالنسبة لها!

لقد وصل اللص المسكين على الصليب إلى الشعور بخرابه الشامل عندما انتهر زميله قائلاً له: «أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا» ( لو 23: 41 ). إنه لم يدَّعِ الرفعة على زميله المُتهكِم، ولم يُبرر نفسه، ولكنه برر الله وحكم على نفسه، وحينئذٍ لم يَعُد هناك مانع لمعرفته لمحبة المسيح والإيمان بها. لقد آمن بقلبه، واعترف بفمه ( رو 10: 8 ، 9)، وهكذا ذهب إلى الفردوس مع الرب في ذلك اليوم.

هكذا كان الأمر مع المرأة الكنعانية، فعندما أجابها الرب: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ»، قالت: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ!»؛ أي أنها تعترف بعدم أحقيتها في طلب أي شيء من الرب الموجود أمامها كابن داود، ثم أردفت: «وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». هذا يُظهِر أنها قد عرفت ما في قلب الله من رحمة ونعمة متجهة لجميع الناس. لقد أدركت وآمنت أن هناك بركة مُعَدَة لها كامرأة أممية ليس لديها أي وعد أو حق للمُطالبة بهذه البركة. كان هذا بمثابة انحناء الضمير وخضوعه أمام الرب لإطاعة الإيمان، وفي تلك اللحظة لمست ينبوع النعمة والمحبة، ففاض قلب الرب بالبركة التي جاء ليُعلِن عنها ويمنحها «حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». يا له من إله! ويا لها من نعمة تفيض منه! لقد صارع الرب مع يعقوب قديمًا حتى طلوع الفجر، وذلك ليأتي به إلى الحالة التي يستطيع أن يُباركه فيها. وهنا نرى الرب ـــــ له كل المجد ـــــ يُصارع مع المرأة الكنعانية حتى تشعر بحالتها الحقيقية، وحينئذٍ حصلت على البركة.

باترسون



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6