Fri | 2021.Dec.24

أمسكتك عن أن تُخطئ


«وَأَنَا أَيْضًا أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ، لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا»

في إجابة الرب على أبيمالك نرى دروسًاٍ هامة:

(1) «وَأَنَا أَيْضًا أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ، لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا». كم من المرات يتدخل الله بشكل سيادي مباشر ليُحبط ما خططناه بجهلنا، وما كنا ننوي أن نفعله. ويا لرحمة إلهنا الذي لا يتركنا لذواتنا! وكم نشكر الله لأجل أعمال العناية العائقة التي تغلق الطريق أمامنا، وتعيدنا إلى المسار الصحيح. وكم من المرات اختبرنا قول آساف: «أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي ... وَلَكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ. أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى» ( مز 73: 2 ؛ 23).

(2) حيث يظهر الفشل في الإنسان تتعظَّم النعمة جدًا. لقد كذب إبراهيم وكذبت سارة. ومع ذلك فإن الله يتكلَّم عن إبراهيم باعتباره نبي وشفيع «إِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا» (ع7). لقد كان كريمًا في عيني الله حتى في ضعفه وفشله. كانت نظرة أبيمالك لإبراهيم أنه مخادع وكذاب. لكن الله نظر إليه بشكل آخر. ولقد أوضح لأبيمالك أنه مدين لصلاة إبراهيم لكي يحيا. وهكذا فإن الله دائمًا يدافع عن المؤمن أمام الأشرار ويستره في يوم ضعفه. وفي يوم لاحق قال بلعام عن إله إسرائيل: «لمْ يُبْصِرْ إِثْمًا فِي يَعْقُوبَ، وَلا رَأَى تَعَبًا (تمردًا) فِي إِسْرَائِيل» ( عد 23: 21 )، مع أنه يعرف أن الشَّر موجود لكنه لا يراه، لأنه يرى الشعب في كمال المحرقة الدائمة التي تُقدَّم على المذبح. وهذا ما يحدث في السماء عندما يأتي المشتكي ليشتكي على المؤمن في يوم الفشل، فالله يراه كاملاً في المسيح.

(3) النعمة، وليس الناموس، هي التي تربح الشخص المُخطئ وتكسر قلبه. وكم كان مؤثرًا في قلب إبراهيم أن يسمع شهادة الله عنه أمام الملك الوثني، وهو يعلم تمامًا أنه أخطأ، قائلاً: «إِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا».

محب نصيف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6