Thu | 2021.Dec.16

بطرس ودعوته


«ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ»

ثَمَة دروس عدة نستخلصها من دعوة بطرس:

(1) لقد استخدم الرب سفينة بطرس مَنبرًا ليُعلِّم الجموع المُحتشدة. ونحن إن سلَّمنا للرب كل ما نملك، فهو يستخدمه بطريقة عجيبة، ولنا نحن المُجازاة منه. (2) لقد دلَّ الرب بطرس على مكان توافر السمك، ولا سيما أن بطرس وصحبِه تعبوا الليل كله بلا جدوى. فالرب الكُلي المعرفة يعلَم مكان السمك، والخدمة عقيمة ما دامت تسير بحكمتنا وقوتنا. إن سر نجاح العمل المسيحي يكمن في إرشاد الرب. (3) ومع أن بطرس صياد سمك ذو خبرة، فقد قَبِلَ النصيحة من نجار، وكانت النتيجة شِباكًا ملأى. «عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ»، هو جواب من شأنه أن يدُّل على أهمية التواضع وقابلية التعلُّم والطاعة المُطلقة. (4) في العُمق تخرَّقت الشباك من كثرة الأسماك. ولذا فلنترك الشاطئ ونعتلِ الأمواج بكل رغبة وتسليم. فللإيمان مياه عميقة، وهكذا أيضًا للآلام والأحزان والخسائر. هذه الأمور تملأ الشباك أثمارًا. (5) شبكتهم صارت تتخرق، والسفينتان أخذتا في الغَرَق (ع6، 7). إن الخدمة التي يوجهها الرب يسوع تُسفـر عن مشاكل، ولكن ما أجمل مشاكل مثل هذه. إنها المشاكل التي تؤتي قلب الصياد الحقيقي بهجةً وفرحًا. (6) إن رؤية مجد الرب يسوع هذه أنشأت في نفس بطرس شعورًا بالعجز والتقصير، كما أنشأت من قبل في نفس إشعياء ( إش 6: 5 )، وكما تُنشئ في كل مَنْ يرى المَلك في بهائه. (7) لقد دعا المسيح بطرس من اصطياد السمك إلى اصطياد الناس، أو بكلمة أدق: “أخذ الناس أحياء”. وما هي أهمية أسماك المحيط، بالمقارنة بامتياز اقتياد نفس واحدة إلى المسيح والحياة الأبدية؟ (8) عندما أرسى بطرس ويعقوب ويوحنا السفينتين، تركوا كل شيء وتبعوا الرب يسوع في أنجح يوم من أيام عملهم. وكم كان قرارهم على قدرٍ عالٍ من الأهمية، فإنهم لو لم يتخذوه لبقوا صيادي سمك، وما كنا قد سمعنا عنهم قط.

وليم ماكدونالد



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6