Wed | 2021.Dec.15

يوم الدين


«وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ ... وَدِينَ الأَمْوَاتُ ... بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ»

سوف يقف الأشرار أمام العرش العظيم الأبيض ليُدانوا. فمع أن كل الأشرار سيُطرحون في بحيرة النار، لكن العذاب في النار الأبدية لن يكون واحدًا ( مت 10: 15 )، ولهذا ستأتي وقفة الدينونة هذه.

ويذكر الرسول بولس أن اللهِ «سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ» ( رو 2: 6 ). وهو نفس ما يُكرّره الرائي مرتين «دِينَ الأَمْوَاتُ ... بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ ... دِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ» ( رؤ 20: 12 ، 13). ويندرج تحت هذه الحقيقة، لا الأعمال الفعلية فحسب، بل كل ما تمنى الإنسان أن يفعله، كقول الوحي: «كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ» ( 1يو 3: 15 )، وأيضًا قول المسيح: «إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ» ( مت 5: 28 ). إذًا فلن يُحاسب الله على الأعمال فحسب، بل على الميول أيضًا والأفكار «فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ» ( رو 2: 16 ). بل ويندرج تحت هذه الحيثية أقوال البشر أيضًا؛ لا الأقوال الدنسة والقبيحة فحسب، لا كلمات الشتيمة أو النميمة فقط، بل يقول المسيح الديان العادل: «إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ» ( مت 12: 36 ). والمقصود ب“الكَلِمَة البَطَّالَة”، الكلمة العاطلة التي لا لزوم لها، ولا فائدة منها. عن مثل هذه الكلمة سيُعطي البشر حسابًا.

وسيُحاسِب الله الناس في ذلك اليوم، لا على الشر الذي فعلوه فحسب، بل على الخير الذي لم يفعلوه، لأن «مَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذَلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ» ( يع 4: 17 ). وفي دينونة الأحياءـ تبرز هذه الحيثية، إذ يقول المسيح للأشرار: «اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي» ( مت 25: 41 -43). آه، ما أخطر هذه الحيثيات! وما أرهب يوم الدين! أليس من الحكمة أن تتصالح فورًا مع مُخلِّص الخطاة؟

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6