Mon | 2021.Sep.06

الأعمال الصالحة


«نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ» ( أفسس ٢: ١٠ )

العمل الصالح ليس مقصورًا على بذل النقود، فالإنسان الوحيد الكامل الذي وطأت قدماه عالمنا، افتقر كما لم يفتقر أحد من البشر، ورغم ذلك قيل عنه إنه «جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا» ( أع 10: 38 ). فقد تكون مساهمتك في اهتمامات الرب بمَن على الأرض هي عاطفة مَحَبَّة جياشة تجاه أولئك العائشين في أودية الظلال العميقة.

أما وقد أشرنا أن بذل المال ليس هو الطريقة الوحيدة للعمل الصالح، فإنني أوَّد الآن أن أشدد على أن إنفاق النقود المتحصلة من بركات السماء، في عمل الخير، يظل واحدًا من أعظم الطرق في الخدمة. ولعله لهذا السبب يكتب الرسول بولس لتيموثاوس: «أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ ... أَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحًا، وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ، كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ» ( 1تي 6: 17 ، 18).

صلى فلاح غني إلى الله طالبًا سداد احتياجات زمنية مُلحّة لعائلة فقيرة تقطن بجوارهم، وسمعه ابنه الصغير الذي قلَّب الأمر في باله، ثم لم يلبث أن قال لوالده: “أبي: بإمكانك أن تُجيب صلاتك من أجل العائلة الفقيرة، أنت بذاتك ... أ ليس كذلك؟” ألا نرى في هذا مثالاً لاذعًا للفقرة العظيمة الواردة في رسالة يعقوب2: 14- 17 «مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا، وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ».

وعندما نُعطي، ينبغي ألاّ تعلم شمالنا ما فعلته يميننا. ضع ختمًا على فمك، وانسَ ما فعلته. وعندما تعطف على أحدهم، عُد إلى الظل، ولا تُخبر أحدًا.

جورج هندرسون



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6