Sat | 2021.Sep.04

كل الكتاب


«كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ» ( ٢تيموثاوس ٣: ١٦ )

ليس في الكتاب شيء لم يوحَ به، وليس في الكتاب شيء غير نافع ( 2تي 3: 16 ). كل الكتاب: قديمه وجديده، نبواته ورسائله، حوادثه وشخصياته، هو المَرجِع والحُجة في الموضوعات التي تناولها: “الحياة والموت والخلود”. إنه الكتاب الوحيد لكل إنسان، وفي كل حالة ومشكلة، ولكل زمان ومكان، هو “الكتاب المقدس” ولا سواه، ويجب أن نثق فيه ونعتز به في أصعب الظروف وأحرجها.

وحين يُقال إنه من الواجب أن نقرأ كلمة الله، فذاك لفظ هزيل لا يتفق مع حقيقة مشاعر المسيحي. فحيث يتوفر الاحترام والمحبة والثقة، حيث توجد غبطة الشركة مع الله، فإننا ننظر إلى قراءة كلمة الله ليس كواجب من الواجبات. ذلك أن الإصغاء إلى صوت الله ليس واحدًا من الواجبات العديدة بل مصدر الواجبات جميعها، والمنظِّم لها.

نحن نحسبها ضرورة أن نقرأ كلمة الله، تمامًا كضرورة الطعام بوصفه قوَام الحياة، وكما نتنفس الهواء النقي المتجدِّد. نعم هي ضرورة، وليست فرضًا يتعارض مع طبيعتنا ويُفرَض علينا كعبء ثقيل. هي ضرورة من حيث أن كياننا الروحي كله يحِّن إليها ولا ينجح بدونها. أَوَ ليس واحدًا من أسباب تفاهة حياتنا وفقرها، أننا لا نتنفس بالقدْر الكافي من هواء الكتاب؟ إن العِظات والنُبذ والكتب الدينية لا تحتوي القدر الكافي من الأوكسجين الإلهي الذي تنفرد به كلمة الله.

وإذا ما حالت الدراسة الدائبة للكلمة دون قراءة المؤلّفات الدينية، فلنكن على يقين إننا لا نخسر كثيرًا. ولئن كنا نستخدم الكتب التي توصِّل إلينا أفكار إخوتنا واختباراتهم، لكن لتأخذ هذه الكتب المكانة الثانية. وبقدر ما تكون للكتاب المقدس الأسبقية والأولوية، بهذا القدْر عينه تكون قوة التمييز فينا، وبهذا القدْر أيضًا ننتفع بكتابات إخوتنا.

سافير



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6