Tue | 2021.Aug.31

الرقاد بيسوع


«الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ»

لا يمكن لأي إنسان أن يموت بسلام ما لم يكن قد رأى المسيح، ولكن طالما رآه فإنه لا يحتاج لأي مزيد من الاستعداد للموت. قد لا يكون قد رأى إطلاقًا أيا من عجائب العالم، ولكن لا حاجة به لأن يفعل ذلك، إذ كان قد رأى حَمَل الله. ربما لا يكون قد حقق أيًا مِن خططه الشخصية الطموحة في الحياة، ولم ينجز أي شيء عظيم أو جميل، ولكن لا يهم، فالإنجاز الضروري الوحيد في الحياة هو رؤية الرب يسوع. وإن كنا قد رأيناه حقًا فليس من أي رعب للموت لدينا، لأن الرب يسوع قد سلب منه شوكته، وسلب من القبر نصرته.

يستريح المؤمن المسيحي بسلام على وسادة ناعمة، عندما يحين الوقت للموت. فالمسيح قد رفع اللعنة عنه، وجعل من الموت طريقًا للمجد. لقد ذاق هو نفسه – بنعمة الله – الموت لأجل شعبه، والآن لا موت لأي منهم. لقد قال الرب لمرثا عند موت أخيها: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» ( يو 11: 25 ). وهذا يعني أن أولئك الذين خلصوا بالمسيح، لن يجدوا أي رعب ولا ظلام، ولا شيء يؤذيهم في الموت، ولكن يمروا في هذا الاختبار من بوابة جميلة، إلى الحياة الأبدية.

وكلمة «تُطْلِقُ» تعني هنا “إطلاق السراح”. وكأن سمعان البار يقول: “الآنَ تُطْلِقُ سراح عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ”. وهذا يتضمن ما نُعبِّر عنه بأن الحياة تُشبه السجن بالنسبة للنسر المأسور والحبيس في القفص، والموت – بعد رؤية المسيح – هو بمثابة إطلاق سراح النسر المأسور؛ هو تحرير مبارك ومجيد. فما أجمل هذا الفكر عن الموت! لقد رأيت الكلمات التالية على شاهد قبر طفل صغير: “من الظلمة إلى النور الباهر”. إذًا فما نحتاجه حقًا هو أن نرى المسيح قبل أن نموت. فطالما قد رَفع عنا لعنة الخطية، ووضع حياته القدوسة في داخل نفوسنا، فإننا بالفعل على عتبات السماء ونحن في العالم، وإنما بالموت ندخل فيها، ونرى المسيح وجهًا لوجه إلى الأبد.

جيمس ر. ميللر



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6